فاجأني أحد تعليقات الإخوة السوريين على مقال لعبد الباري عطوان في صحيفة "رأي اليوم" الذي بين فيه إنتصارات جديدة لسوريا على الحصار الأمريكي، وأقتبس خلاصة السيد عبد الباري عطوان بقوله:
"ثلاثة ملايين برميل من النفط تتدفّق إلى الموانئ السوريّة كسرًا للحِصار.. لماذا لا تجرؤ أمريكا على منعها؟ وهل اعترفت دولتها العميقة بفشل مُؤامراتها بإسقاط النظام بعد عودة مبعوثيها السرّيين خاليي الوِفاض ودُون الإفراج عن المُعتقلين؟ وكيف يجب الاقتِداء بالصّمود السوري لمُواجهة التّهافت على التطبيع؟"
فيرد عليه معلقاً.
وأنقل هنا تعليقات المتابعين باسمائهم الحقيقية أو المستعارة، وأول تعليق لعيسى العلى هو ما إهشني.
عيسى العلي:
للاسف السفاره الصهيونيه والتطبيع قادم الى عاصمه الامويين لان ذلك هو ثمن حماية عاصمة (الممانعة والمقاومة) وحماية نظام الاسد من ثورة الشعب السوري على الفساد، هناك ثمن سيدفعه النظام مقابل حمايته من الثورة، لن نستغرب عندما نري علم الصهاينة في دمشق.
محمود العمريين:
الصفقات تمت مع النظام السوري يا أستاذ عبدالباري…
أولاً : زيارة مسؤولين أمريكان لدمشق ، عنوانها المعتقلين الأمريكان في سوريا، والتفاصيل كانت في التطبيع.
ثانياً : السماح لوصول ثلاثة ملايين برميل نفط لسوريا عبر البحر الأبيض المتوسط، ليس مصادفة.
ثالثًا: إعادة فتح خطوط الطيران للدوحة وأبو ظبي، ليس مصادفة أيضاً.
رابعًا : بالمناسبة لم يصدر عن الحكومة السورية اي إدانة أو شجب للتطبيع الإماراتي والبحريني وثالثهما السوداني، فماذا يعني ذلك؟!!
خامسًا: كرسالة لصالح دمشق وعربون صداقة ، الطائرات المسيرة الأمريكية تقصف قادة النصرة وأحرار الشام وتقتل وتصيب العشرات.، وأعتقد أن هذه ليست مصادفة…
ما يجري في الخفاء لا يعلمه إلا من يشارك فيه، ونحن مثل إللي برقص في العتمة…
والأيام بيننا إن بقي في العمر بقية…؟!!!!
مسلم حر وشريف:
دمشق لن تهن ولن تزحف على بطنها دمشق هي العرب ومن دمشق فتح صلاح الدين القدس ودمشق بلد المجد ومنها وصلت جيوش المسلمين الى حدود الصين وحدود فرنسا. لذلك تآمر عليها الاعراب جميعا و 90 دوله غربيه ولا زالوا، دمشق ستنتصر باذن الله
مستغرب من الدنيا:
المشكلة في تقارير الأستاذ الكبير السيد عبد الباري عطوان انه يطرح أسئلة و يجيب عليها كما يروق له و ان ثبت فيما بعد عدم صحتها فلا ضير، إذ أن غالب قراء الموقع يقرؤون و لا يدققون…
انا اقول لكم، انتظروا ان تنتهي الانتخابات الأميركية، و اياً كان الفائز سنرى أن أميركا ستشد العصى أكثر لإيران، بكل بساطة لأن أميركا تهمها مصلحة إسرائيل قبل كل شيء و ليس من مصلحة إسرائيل ان تكون إيران بلا رقيب أو حسيب…
Anonymous:
النفط هذا ليس كسرا للحصار يا اخ عبد الباري ..
يا اخ عبد الباري، بعد كل هذه السنوات من الهم والغم والحزن لم تصل بعد الي فهم ما يجري علي ارض العرب؟
الا تذكر عشر سنوات من العام 91 الي العام 2000 من النفط مقابل الغذاء في العراق،
انها نفس السياسة مع سوريا الان، النفط مقابل التطبيع.
من عده ايام قليلة نشرت جريدتكم المحترمة اخبارا عن مبعوثين من سوريا الي قطر والامارات، وفي خبر آخر عن مسؤول مخابراتي امريكي كبير وصل الي سوريا، وكان تعليقي ان الاسد يطبع، هل ورود النفط مجرد صدفة ام ان كل شئ مدروس ومحسوب بدقة عند الغرب وليس العرب؟
الأشعري:
الحمد لله. وهاذ ما وعد الله به عباده المؤمنين ..
"أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ "142"
وهاذا مايتوقعه العقل والمنطق. للشرفاء الصامدون في وجه المشروع الصهيوني. الإمبريالي. الغربي .
ونتوقع لعملائه، ووكلائه في المنطقة … مصيراً مخزيا، مذهلا، ومهينا، تلك نهايتهم الحتمية، أراها رأي العين، عاشت سوريا. آخر قلاع العروبة ولإسلام ..
عاشت فلسطين حرة عربية إسلامية.
عاش محور المقاومة. وليذهب المطبعون الخونة لله ورسوله والمؤمنون، إلى مزبلة التاريخ ….
لطيف ابو الحسن:
استاذ عطوان، التطبيع مع اسرائيل امرا حتميا لهذه الانظمة هروبا من مصير محتوم، وهو ليس ببعيد.
رياض:
من المؤسف أن هناك أشخاص تبدي آراء من دون أي ثقافة أو عقلانية ولا تؤمن بوطنها وكرامة أهلها والحفاظ على وحدتها، الانظمه تتغير، ولكن الأرض إذا ذهبت، ذهب معها شعبها، يجب علينا أن نؤيد أي حكومة تريد الحفاظ على وحدتها، وكل ما غير ذلك، هو كلام يساعد على، ومن يريد العبث في وطننا، الأفكار الدينية والطائفية، هي التي تفرقنا، وتجعل الأعداء يعبث فينا وفي وطننا الغالي.
انتهى نقل التعليقات ....
بعد هذا النقل الحرفي من الآراء
و بعد أن نقلت لكم أهم التعليقات المتضاربة،
أقول:
إن سوريا لها أرض محتلة وهي هضبة الجولان، خاضت من أجلها حروبا مع اسرائيل سواء مباشرة كحرب تشرين أكتوبر وغير مباشرة في تأمين جبهتها عبر المقاومة وحماية ظهرها اللبناني، ولم تنجح أمريكا من جلبها للتفاوض مع اسرائيل لصنع سلام بسبب تعنت إسرائيل ورفضها الإنسحاب من الجولان مسبقا ورفضت اوسلو ورفضت تطبيع الآخرين، فلماذا تطبع الآن؟
صحيح هناك تغيرات كبيرة جرت في الحالة السورية بعد الحرب الطاحنة التي فرضت عليها، وهي لم تعد مركز قوة كالسابق رغم صمودها وبقاء النظام وهجرة الملايين من السوريين وضعف القوة العسكرية مقابل اسرائيل رغم تحالف إيران وحزب الله وتدخل روسيا لحماية مصالحها وعمقها الاستراتيجي، ورغم كل تلك المحن، على الأقل، لو استعد الأمريكان واسرائيل "الانسحاب من الجولان وإعادتها لسوريا" ، فقد تبدأ مرحلة جديدة من العلاقات مع اسرائيل عبر معاهدة سلام، وليس تطبيع دون ذلك...
ولذلك مفتاح السلام و التطبيع مع سوريا هو إنسحاب اسرائيل من الجولان العربي السوري.
يبقى سؤال آخر بأهمية شرط الانسحاب الإسرائيلي من الجولان لدى السوريين، وهو هل تتجاوز سوريا بعد كل هذا الزمن والمعاناة التزامها الحديدي بالقضية الفلسطينية قبل حل عادل للقضية الفلسطينية ودمشق كعاصمة فعل دام طويلا يتزعم العداء لإسرائيل في الشرق العربي خاصة ما يجمعها بفلسطين تاريخيا أنها كلها بلاد الشام؟؟
توقعاتي، غير المتوقعة، إذا حدث تطبيع سوري اسرائيلي، فهذا من عجائب الزمان الذي سيغير وجه المنطقة جذريا، فهي آخر القلاع، وبانتهاء الصراع على الأرض كيفما حلت القضية الفلسطينية بعد ذلك، فما الذي الي سيمنع العرب من تغيير ديانتهم إلى اليهودية في العقود الخمسة القادمة، إذا ما اجتهد اليهود في فتح باب الدعوة أو التبشير المغلق للديانة اليهودية، كما هو مفتوح في المسيحية والإسلام... فكل شيء في هذه الدنيا الآن في عصرنا والعصر القادم لا يبعث على الدهشة والاندهاش... العالم القادم ليس هو عالم الأمس ولا هو عالم اليوم، ولا ندري ما هو عالم الغد.