غزة – عمرو طبش: يعاني مزارعو قطاع غزة من أوضاع معيشية واقتصادية صعبة جراء الحصار المفروض منذ 14 عاما، وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحقهم، فجاءت جائحة كورونا لتضربهم في المقتل وتزيد معاناتهم التي تسبب في تكبد خسائر فادحة.
يروي المزارع ناظم شعت لـ"الكوفية"، تفاصيل معاناته في ظل جائحة كورونا قائلا، إنه "يمتلك أرضاً مساحتها 10 دونمات، مزروعة بالفلفل الأصفر، وكان من المفترض أن يتم قطفه في بداية انتشار فيروس كورونا في الفترة الحالية، خاصة أنه متعاقد مع عدة مصانع في غزة لتشتري هذا الصنف، ولكن جميع المصانع توقفت عن العمل نظرا لفرض حظر التجول وعدم القدرة على الحركة".
وتابع، أنه توقف عن قطف الفلفل بسبب عدم وجود أي مصنع أو جهة تشترى ذلك الصنف، مؤكداً أن تأخير قطف الفلفل عن موعده تسبب في تلف جميع المحصول وتحوله من اللون الأصفر إلى الأحمر الفاتح، منوهاً إلى أنه هذا الفلفل الذي تحول إلى اللون الأحمر لا ليس مطلوبا في الأسواق.
وأوضح شعت، أنه خلال جائحة كورونا تكبد خسائر فادحة، نتيجة عدم قدرته على تصريف محصول الفلفل للمصانع والتجار، والذي أدى إلى تلف المحصول دون الاستفادة منه، مضيفاً أن هذا المحصول كلفه مبالغ باهظة، من أشتال، سماد، مياه، وأجرة العمال، مشيرًا إلى أن أكثر من 50 عاملاً كانوا يعملون بهذه المزرعة، ولكن بعد الخسائر التي تكبدها بسبب جائحة كورونا، توقف جميع العمال عن العمل، مضيفًا "والله بعد ما قعدت العمال عن الشغل، حكوا لي بدهم يشتغلوا إن شاء الله لو 5 شواقل في اليوم، عشان بدهم يعيلوا أسرهم".
المعاناة لا تتوقف عند شخص واحد فقط، حيث يقول المزارع رائد أبو أسد إنهم يعانون من ثلاثة جوائح في قطاع غزة، الأولى جائحة كورونا التي يعاني منهم الكل، والثانية وزارة الزراعة التي تكاد تكون عقيمة في تواصلها مع المزارعين، وأما الجائحة الثالثة فوزارة الاقتصاد ذات الباع الطويل والذراع الممتدة على المزارع فقط.
ويتساءل، " لماذا وزارة الاقتصاد لا تذهب إلى المخابز وتخفض سعر ربطة الخبز إلى 5 شواقل، وليش ما بروحوا للجزار ويخفضوا سعر كيلو اللجمة لـ20 شيقل، ايش معني المزارع يلي حاطينه في راسهم يحددوا أسعاره؟"
وأوضح أبو أسد، أن محصول البندورة تكلفته على أي مزارع لا تقل عن 30 شيقل للبُوكسة فقط، وفي حال بيع بُوكسة البندورة بأقل من 30 شيقل سيتكبد خسائر فادحة، مشيراً إلى أن "الحكومة في غزة تستورد محصول البندورة من الخارج، لكي تضارب المزارعين على الرغم من أنها ما راح تنباع نفس السوق المحلية".
وبين أنه تكبد خلال حرب 2014 على قطاع غزة خسائر فادحة تقدر بمبلغ 36 ألف دولار أمريكي، ولم يحصل على أي تعويض من أي جهة حكومية، مطالباً وزارة الزراعة بالوقوف عند مسؤولياتها تجاه المزارعين، وتقدم لهم لو أدنى المساعدات.