هذا ذراعي وسِّديهِ و نامي
ملءَ الجفونِ هنيئةَ الأحلامِ
فلقد أصابكِ جهلُهُم في مقتلٍ
والجهلُ صِنوُ الظلمِ في الإيلامِ
لهفي على عينيكِ قد أضناهُما
حَرُّ البكاءِ و قسوةُ الأيامِ
فغدَوتِ من ظلمِ الأحبَّةِ و النوى
يا " قدسُ " مثل الطفلِ حين فِطامِ
وغدوتِ منتجَعَ اليهودِ ، فجندهُم
زرعوا الأسى في ثغرِكِ البسَّامِ
كم شرَّدوا، كم قتَّلوا ، كم دمَّروا
كم كسَّروا من أظهرٍ وعِظامِ
دربٌ و قد ساروا عليهِ بخسَّةٍ
بجحافلِ التخريبِ والإجرامِ
نامي قليلاً إن جفنَكِ مُتعَبٌ
قد أثخنتهُ وجيعةُ الآلامِ
نامي بظلِّ قصائدي وتنسمي
عَبَقَ الحروفِ ورِقَّةَ الأنغامِ
نامي، فشعري لن تلينَ قناتُهُ
أبداً لطاغٍ، جائرٍ، ظلاّمِ
هوَ مِدفعي إن شقَّ حملُ مدافِعٍ
ولقد صنعْتُ من الحروفِ حُسامي
ثمَّ امتطيتُ جوادَ عِزٍّ جامحٍ
وكتابُ ربِّي منهجي وإمامي
فاستبشري ولتحلمي يا طفلتي
فالليلُ لن يبقى على الإعتامِ
ولسوف تُشرقُ شمسُ صبحٍ باسمٍ
من بعد ليلٍ حالكِ الإظلام.