اليوم الجمعة 16 مايو 2025م
عاجل
  • شهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال منزلاً لعائلة السيد بحي السلاطين غرب بيت لاهيا شمال غزة
شهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال منزلاً لعائلة السيد بحي السلاطين غرب بيت لاهيا شمال غزةالكوفية تطورات اليوم الـ 60 من حرب الإبادة الجماعية على غزة بعد استئنافهاالكوفية "الشعبية": شهداء طمون يجسدون ملحمة من الصمود والمقاومةالكوفية طائرات الاحتلال تشن غارة على بيت لاهيا شمال غزةالكوفية قصف مدفعي على المناطق الشمالية لبيت لاهيا شمال غزةالكوفية مراسلنا: قصف مدفعي يستهدف المناطق الغربية لمدينة بيت لاهياالكوفية تطورات اليوم الـ 587 من حرب الإبادة الجماعية على غزةالكوفية مراسلنا: قوات الاحتلال تقتحم حي جبل الطويل في مدينة البيرةالكوفية الاحتلال يُعطّل كل الرحلات في مطار «بن غوريون» عقب رصد إطلاق صاروخ من اليمنالكوفية الدفاع المدني يحذر المواطنين من موجة حر خلال الايام المقبلةالكوفية الهلال الأحمر: طواقمنا تتعامل مع إصابة بالرصاص الحي في البطن لفتى (15 عامًا) في المغير شرق رام اللهالكوفية الإعلامي الحكومي: الإخلاء القسري للمشافي بغزة جريمة ممنهجة لاستكمال تدميرهاالكوفية بالأسماء|| استشهاد 3 أسرى من غزة تحت التعذيب في سجون الاحتلالالكوفية جيش الاحتلال يزعم اغتيال «مسؤول جمع الأموال» في القسامالكوفية رام الله: إصابات برصاص الاحتلال خلال اقتحام مخيم الجلزونالكوفية ارتفاع عدد الشُّهداء الصَّحفيين إلى 217 صحفياً بعد استشهاد الصحفي أحمد الحلوالكوفية حماس: لا تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزةالكوفية عدة غارات إسرائيلية تستهدف مناطق متفرقة من مدينة غزة وشمالي القطاعالكوفية ترامب: اجعلوا غزة منطقة حرية ودعوا الولايات المتحدة تتدخلالكوفية ترامب: ضعوا الناس في منازل يمكنهم أن يكونوا فيها بأمانالكوفية

لعنة الأحادية

11:11 - 02 أغسطس - 2020
​​​​​​​فراس ياغي
الكوفية:

الأحادية كمفهوم تفكيري في العقل العربي بالتأكيد سينتج عنه منطلقات ترى في الذبح للأضاحي بطولة تستوجب تسجيلها في كتاب غينس...الصراع منذ الأزل هو بين التقدم والتخلف وبين الأحادية والتعددية، والمجتمع العربي ككل ومنه الفلسطيني لا يزال يعيش عقلية القرى والتي هي تعبير واضح عن المفهوم الأحادي ...يقول المرحوم الدكتور محمد شحرور " الرسول محمد عليه الصلاة والسلام غادر مكة لعقليتها الأحادية التي لا تقبل التعددية وسميت في المصحف الشريف ب "أم القرى" كناية عن عدم وجود اي امكانية لتغيير مفهوم الاحادية في عقول سكانها، وحين وصل يثرب غير اسمها فورا الى المدينة التي قبلت وتقبل التعددية" وأول محاولة للتعددية بعد وفاة الرسول الأعظم عليه ألف صلاة وسلام كانت في سقيفة "بني ساعدة" حين طالب الانصار بأن يكون منهم وزير ومن المهاجرين وزير.

لقد قتلوا مفهوم التعددية ووأدوه كما عادات الوأد التي سادت عصر ما قبل الوحي، عقل الاحادية.

ومنذ ذاك التاريخ إنتصرت القرية وأم القرى وترسخت في العقل العربي وأصبحت الاحادية هي السائدة ولا تزال، يضيف المرحوم شحرور (السعادة في الدنيا نتاج للمجتمعات المتطورة والمتقدمة علميا، والعذاب والاقتتال هي للمجتمعات المتخلفة ، في حين حساب الآخرة هو فردي وللفرد وليس للجماعة"

المجتمعات المتخلفة كممارسة وفكر ينتشر فيها التدين المنافق والكاذب للتغطية على تخلفها العلمي من جهة، ومن الجهة الأخرى تظهر نخب الفساد والمحسوبيات والواسطة والرشوات كتعبير عن طبيعة التخلف السائد في مجتمع العشيرة والقبيلة الممتدة، محمد الرسول عليه السلام قال: لكم إله واحد وألغى تعدد الآلهة ودمر الأوثان التي كان ينظر لها كوسيط وكشفيع عند الرب ولم يطرح نفسه وسيط بل رسول مبلغ لكلمات الله التي تشكل منها المصحف الشريف والذي لم يقم بتفسير آية واحدة فيه لأن هذا المصحف صالح لكل زمان ومكان، فالنص ثابت لكن المحتوى يتغير ويتطور مع تطور معارف الإنسانية، ومحمد الرسول صلوات الله عليه وسلم ختم التحريم الإلهي عبر آيات مرسلة من رب العباد وتشمل أربعة عشرة تحريما، ولم يقم هو بتحريم شيء، أما محمد النبي عليه ألف صلاة ورحمة أخذ البيعة من الناس ولم يكن وكيل الله على الأرض (حاشاه الله) بل رسول أبلغ رسالة الواحد الأحد بصدق وإقتدار وألغى العصبية القبلية وجعل النسب واحد ومرتبط بجدنا سيدنا إسماعيل عليه السلام ، أي أنه وحدهم على مفهوم عروبي قومي واحد وفي نفس الوقت قال لهم لا فرق بين عربي واعجمي ولا ابيض واسود...الخ، إلا بالتقوى كمفهوم قيمي إنساني، والتقوى هي الأخلاق والعمل الصالح الظاهر والباطن وكجزء من تكوينة الفرد والانسانية.

الخلاصة كانت ولاءات للتوظيف القبلي وفساد مالي ومفهوم خليفة الله على الأرض في عهد الخليفة الراشدي عثمان بن عفان رضي الله عنه، وسيطرة سياسية أموية بالحديد والنار على النظام السياسي والملك الموروث ومفهوم القضاء والقدر الذي جاء من ذاك العهد ولا يزال لتثبيت السيطرة السياسية (كل شيء مكتوب وهذا قدر الله) وانهوا بذلك مفهوم التخيير الذي هو أساس الثواب والعقاب يوم الآخرة، أما الطامة الكبرى فجاءت في العهد العباسي الذي فيه تشكل الدين الأسلامي القائم حاليا في مجتمعاتنا العربية من فقه وعقيدة وتفاسير وغيرها وظهور مفهوم الصحابة والسلف والتابع وتابع التابع وظهر مفهوم السنة والوحي الثاني وما رافق ذلك من مفهوم العلماء والشيوخ وأهل العقد والحل وتحت عناوين قلبت الكثير من المفاهيم وجمدت محتوى النص  "المصحف الشريف" وفقا لمفاهيم العصر العباسي، وجعلت المرجعيات الأساس هي هذه الكتب بل وقدستها احيانا ك "صحيح بخاري".

هي لعنة الأحادية القائمة منذ الإبتعاد عما جاء به رسول الرحمة، متمم الأخلاق عليه الصلاة والسلام، ودون التعددية التقدم العلمي والتطور الإنساني وحرية الفكر والإختيار لا يمكن للمجتمعات أن تحصل على سعادة الدنيا وفي نفس الوقت ستخسر الآخرة لأنها متعلقة بموروث وأساطير تعكس الامور بشكل مجسم وعددي كمفهوم الحسنات والسيئات ويرى في الشعائر الايمانية (الصلاة والصوم ..الخ) هي أساس الحسنات في حين أن هذه فرائض لا غنى عنها للمؤمن وأتباع الملة المحمدية، لكن الحسنات هي في القيم والاخلاق والانسانية وهي الصراط المستقيم وهي الفرقان والوصايا العشر وما جاء به نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام من اخلاق وقيم، فالدين لله وهو علاقة فردية والوطن للجميع كظاهرة تعددية يحكمها تشاريع وقوانين، ولو تفحصت جيدا تلك التشريعات والقوانين في كل العالم فلن تجدها بعيدة او خارجة عن ما ورد في المصحف الشريف في حدها الأعلى أو الأدنى ووفق طبيعة وعقلية كل مجتمع على حده، كما قال المرحوم الدكتور محمد شحرور.

الكوفية

 

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق