خطة الضم في إطار العمق العربي الأعم، الذي يجب تناولها بعيداً عن فن المصطلحات وبريق الشعارات، الخالي من إلقاء العتب واللوم وممارسة أسلوب القدح والذم لواقع مجتمعنا العربي ورؤيته ومعطياته، فلكل واقع أسبابه ومبرراته التي يراها من وجهة نظره ومدركاته ، في ظل غياب القاسم المشترك الذي يعزز ايجابيات قدراته.
لسنا هنا في معرض نقاش عقيم وطرح سقيم ذو أسلوب لئيم، في تناول الموقف العربي من خطة الضم، فالمواقف نسبية ومتفاوتة ، مجملها يقوم على شجب ورفض الضم، وضرورة تفعيل المفاوضات وإعادة بوصلة العملية السلمية إلى مسارها الطبيعي التي تقوم على أساس الاعتراف بالحقوق الفلسطينية في إقامة دولته المستقلة.
طرح الأمور بعقلانية وموضوعية دون تشنج وتعصب وانحياز، يجعل من الحلول المشتركة التوافقية أكثر وضوحاً وانجاز، فعلى صعيد الموقف العربي والتفاعل مع القضية يخضع لعدة اعتبارات ومتغيرات، أهمها انزلاق الشعوب العربية في أتون الحروب الداخلية، وغياب التأطير العربي الوطني الوحدوي للشعوب العربية من أجل استنهاضها وتفاعلها مع قضيتنا وقضايا الأمة بشكل عام.
لأننا شعب محتل يتطلع للحرية والاستقلال، يجب علينا المحافظة على التوازن المرن تجاه المواقف العربية، مهما كانت حيادية رؤيتها أو سلبية موقفها، وفي المقابل لسنا بموقف الدفاع عن المواقف العربية التي تأخذ قضيتنا للتغريد خارج السرب العربي من أجل تحقيق أهدافها الخاصة وأجنداتها المتنفذة، فالكل الفلسطيني ذكي وعلى درجة عالية من المتابعة والاطلاع، والحنكة هنا درء العداء وجلب الأصدقاء، وكسب الأشقاء قدر المستطاع.
في سيرة الشهيد الخالد ياسر عرفات، البرهان والدليل في حفاظه على الخط الوطني العام القائم على التوازن والثبات في التعامل مع الواقع في ظل كافة المستجدات والتطورات، مع بقاء القرار فلسطينياً مستقلاً رغم عواصف المتغيرات ورياح التحولات.