نشر الأسترالي توبي أورد الباحث في "معهد مستقبل الإنسانية" في جامعة اوكسفورد البريطانية واستاذ الفلسفة فيها، دراسة، جاء فيها ان الحضارة الإنسانية مهدد بالانهيار ليس بسبب الوباء الفيروسي، فأوروبا نجت في العصور الوسطى بعد ان خسرت بين 25-50 % من سكانها – نحو الثلث - في وباء الموت او الطاعون الأسود الذي اجتاحها بين عام 1347-1352، وانما بسبب أفعال الانسان.
ذكر الباحث Toby Ord انه بحساب رياضي ان انهيار الحضارة على الكوكب لأسباب طبيعية هي 1 الى المليون. اما المخاطر التي قد يسببها الانسان فهي 1 من 1000، مثل الحرب النووية او التغيير في المناخ، ومن 1 من مل 30 حالة في حال الوباء المتعمد، يليها وهذا هو الجديد 1 من كل 10 باستخدام الذكاء الاصطناعي إذا خرج عن السيطرة، ومن الفيروسات المخلقة 1 من 6 فقط.
لا حاجة بنا الى الاستنتاج ان جشع وجنون الربح السريع لدى الرأسمالية الليبرالية المتوحشة في العقود الخمسة الماضية، هو النتيجة الطبيعية لتخريب الطبيعة وتدمير الغابات والانبعاثات الضارة من المصانع، وما تسببه من الكوارث البيئية والاحتباس الحراري بما في ذلك فيروس كورونا، الجديد المتخلق والمتحور. لم يعد بإمكان البشرية بعد هذه المحنة القاسية والمستمرة، ان تستمر بهذه الكوكبة من تحالف المتوحشين الذين حولوا العالم الى ناد قمار حقيقي، خارج الإنتاج ورعاية الاختراعات وصحة البشر وسلامة الكوكب. اخر بقايا هذا التحالف هو تيار الشعبوية اليمينة الفاشي، الذي يصارع ويتخبط في سياساته من اجل البقاء على سدة العالم الاقتصادي والسياسي والقيمي . لن تطول القيادة لهذا الحلف الشيطاني، الذي يضم كوكبة خطرة على مستقبل البشرية من نتنياهو الى ترامب الى الهندي ناريندا مودي الى البرازيلي والهنغاري. ان لم يكن هذا العام، فعشرية سوداء حتى يتغير العالم، ومن فضائل الوباء الجديد انه سرع في الانتقال الى عالم جديد ومنظومة قيمية واخلاقية جديدة.