غزة – عمرو طبش: نجح الفنان التشكيلي بشير رمضان، في التغلب على المرض، واستطاع تحويل محنته إلى منحة، ليبدع في إعادة تدوير الخردة والنفايات التي يجمعها من ورشات الحدادة والشوارع إلى مجسمات وأشكال فنية صديقة للبيئة.
بشير، صاحب الـ40 عامًا، أكد لـ"الكوفية"، أنه "اكتسب موهبته في الفن التشكيلي والرسم منذ الطفولة وبداية التحاقه بالمدرسة، وعند وصوله إلى الثانوية العامة، اختار أن يهجر المدرسة وينخرط بشكل كامل في موهبته حتى وصل إلى مرحلة الإبداع".
وأضاف، أنه بعدما ترك المدرسة، كان يوم يذهب إلى ورشات الحدادة والمناجر ليجمع الأسلاك وقطع الحديد والخشب التالفة، ليعمل على إعادة استخدامها في أعمال فنية ومناظر جمالية صديقة للبيئة.
وقال، إنه نجح في تطوير موهبته من خلال استخدام الأشياء التالفة في صناعة أشكال فنية يستفيد منها المجتمع الفلسطيني منها، مزهريات ورد، كراسي صغيرة الحجم، سيارات للأطفال، سفينة، ودراجة هوائية، مضيفا أنه استخدم أسلاك النحاس في صناعة العقارب والطيور بشكل فني رائع.
وتابع، لم يقتصر البحث على الأشياء التالفة داخل الورشات، بل بحث أيضاً في الشوارع والطرقات حتى استطاع الحصول على أبواب الثلاجات المصنوعة من الإسفنج، ليحولها إلى لوحات فنية على طريقته الخاصة، من خلال الرسم والنحت باستخدام الغراء ورمل البحر.
وأكد بشير، أنه على الرغم من إصابته بعدة أمراض منها السكري، والغضروف، والصرع، وجلطة القلب، إلا أنه استطاع من خلال موهبته مقاومة تلك الأمراض، لينجح في صناعة أكبر عدد ممكن من الأشكال الفنية التي يستفيد منها المجتمع، والتي تعتبر صديقة للبيئة بعدما كانت مضرة.
وبيّن، ابن مدينة خان يونس، أنه على الرغم من سيطرة تلك الأمراض عليه، إلا أنه يقضي معظم وقته في صناعة اللوحات الفنية، مشيراً إلى وجود علاقة قوية بينه وبين موهبته التي رافقته طوال حياته وترك الدراسة من أجل أن يتفرغ لها.
ويطمح بشير، إلى عرض أشكاله الفنية والجمالية في معارض خاصة بغزة، والمشاركة في معارض دولية يمثل فلسطين فيها، والعمل على تطوير موهبته من خلال دعمه في فتح ورشة كبير ليبدع في صناعة الأشكال الفنية والجمالية من الأشياء التالفة وغير الصالحة للاستخدام.
وطالب بشير، المسؤولين والجهات المختصة بالوقوف عند مسؤولياتهم لتوفير علاجاته اللازمة لأمراضه في المستشفيات، لأنها تحتاج إلى تكلفة شهرية تقارب الـ900 دولار أمريكي، ولا يستطيع توفيره بسبب وضعه الاقتصادي الصعب.
ووجّه بشير من خلال "الكوفية" رسالة إلى كل مريض ألّا يستسلم، وعليه أن يحارب المرض من اجل طموحاته وأحلامه متسلحًا بالعزيمة والإرادة.