أنقرة: شن رئيس الوزراء التركي الأسبق، أحمد داود أوغلو، اليوم السبت، هجوما حادا على السياسات التي يتبناها حزب العدالة والتنمية الحاكم، مطالبا حاكم تركيا رجب طيب أردوغان، بالكشف عن مصير 110 مليارات ليرة تركية (أكثر من 16 مليار دولار)
وقال أوغلو، في لقاء متلفز، إن "سياسات الحزب الحاكم هي التي تسببت في الوصول إلى الحالة الاقتصادية المتدهورة التي تعيشها تركيا الآن، حيث أوصلتها إلى درجة الحضيض"، مشيرا إلى أن هذه المرة الأولى التي تسجل فيها موازنة الدولة عجزاً بهذا الحجم منذ عام 2002.
وأضاف، "لقد خسفوا بمكانة تركيا الأرض، وكورونا ليس له علاقة بذلك"، متسائلا، "أين ذهبت 110 مليارات ليرة تركية؟ أين ذهبت الميزانية الاحتياطية للبنك المركزي؟ لمن تم نقل موارد هذه الميزانية؟".
وأوضح، أن "الميزانية خارج الفوائد مهمة جدًا بالنسبة للاقتصاد، لقد كانت تحقق فائضا قدره 37 مليار ليرة تركية، ولكنها الآن تسجل عجزًا بمقدار 12 مليار ليرة تركية، للمرة الأولى منذ عام 2002".
وأشار أوغلو، إلى أن وضع الديمقراطية والاقتصاد في تركيا عادا إلى عام 2001، مردفا، "لقد توسلت لهم حتى لا يلغوا الاستشاريين، هناك انفجار كبير في الطبقة المتوسطة في تركيا، يجب أولًا معالجة هذا الأمر، نحن لن نوقف المساعدات الاجتماعية عند وصولنا للحكم، بل سنجعل كل محتاج للمساعدة صاحب عمل، يقولون إننا إذا وصلنا للحكم سنقطع المساعدات؛ ولكننا لن نقطعها".
وأوضح، أن تركيا تواجه أزمات داخلية وخارجية في الوقت نفسه، مضيفا، "عام 2008 كانت الأزمة خارجية، أما الآن فهناك أزمة خارجية وأزمة داخلية أيضًا، الأزمة الحالية مشابهة لأزمة 2001 وسط غياب للديمقراطية وأزمة إدارة".
وشدد على أن "الدولة التي تغيب فيها الثقة بالقانون لن تأتيها رؤوس الأموال الأجنبية، بل ستهرب منها رؤوس الأموال المحلية".
وأكد وجود فساد بالمناقصات التي تنظمها حكومات العدالة والتنمية، قائلًا، "كنَّا سنجري تعديلات تفرض سيطرة كاملة على جميع المناقصات؛ لأنني رأيت بعيني ما يجري في هذه المناقصات، ولكنني تعرضت لانقلاب داخلي من الحزب".
وانشق أوغلو، عن حزب العدالة والتنمية بعدما كان حليفا لأردوغان، وانضم إلى المعارضة من خلال تأسيس حزب المستقبل نهاية العام الماضي،.