اليوم الخميس 10 إبريل 2025م
مؤسسات الأسرى: 16400 حالة اعتقال منذ بدء حرب الإبادة والتهجيرالكوفية إسرائيل تفرج عن نحو 80 معتقلا فلسطينيا من قطاع غزةالكوفية نتنياهو يعلق على قرار "فصل" جنود طالبوا بوقف حرب غزةالكوفية دلياني: المجتمع الأمريكي بدأ ينقلب على سياسات الولاء الأعمى للاحتلالالكوفية 7 شهداء جراء غارة اسرائيلية استهدفت مجموعة من المواطنين قرب مشفى الخدمة العامة وسط مدينة غزةالكوفية غوتيريش: الأوضاع الإنسانية في غزة تتدهور… والإمدادات ممنوعة بالكاملالكوفية استمرار حرب غزة أو إنهاؤها.. التحركات تشي بنية نتنياهوالكوفية صحة غزة: 40 شهيد و 146 إصابة خلال 24 ساعة الماضيةالكوفية توقعات بالإفراج عن الأسير المقدسي أحمد مناصرةالكوفية وزير الخارجية المصرية: نأمل في قبول مقترح القاهرة بشأن التهدئة في غزةالكوفية الاحتلال يفرج عن 10 أسرى من قطاع غزةالكوفية السفير يونس: دولة الإمارات كانت وما زالت من أكبر الداعمين للشعب الفلسطيني وقضيته العادلةالكوفية تطورات اليوم الـ 24 من حرب الإبادة الجماعية على غزة بعد استئنافهاالكوفية رسالة ترامب لنتنياهو: أنتم مجرّد أداةالكوفية حرب ترامب الاقتصادية إلى أين؟الكوفية ترامب ونتنياهو: مَنْ طوّع مَنْ؟الكوفية فليك رغم الرباعية: لم نتأهل بعدُ... كرة القدم رياضة جنونية!الكوفية أبطال «كونكاكاف»: ميسي يقود ميامي لهزيمة لوس أنجليس... وبلوغ نصف النهائيالكوفية الخارجية الإسرائيلية: اعتراف فرنسا بدولة فلسطين سيكون «مكافأة للإرهاب»الكوفية مراسلنا: طيران الأباتشي التابع للاحتلال يُحلق في سماء المحافظة الوسطى بقطاع غزةالكوفية

«كـورونــا» يصـيـب مـقـاعــد الحكـم

09:09 - 03 إبريل - 2020
رجب أبو سرية
الكوفية:

صابة "كورونا" شعوب وحكومات العالم أجمع بالهلع والخوف، لم تتوقف عند حدود، خاصة لجهة إدارة الحكومات للأزمة الناجمة عن الإصابات المتلاحقة للمرض في كل بلد على حدة، فرغم أن شعب كوسوفو، أقال رئيس حكومته بشكل فوري وسريع على خلفية هذا الأمر، إلا أنه من المتوقع أن يكون انتشار الوباء وكيفية إدارة الحكومات لعملية مواجهته سببا في بقاء أحزاب وحكام على مقاعد الحكم أو على العكس اقالتهم، بل والإلقاء بهم إلى خارج دائرة التأثير السياسي.

هناك شعوب من الواضح أنها راضية حتى الآن عن إدارة حكوماتها لكيفية إدارة مواجهة المرض الغامض، خاصة في الصين ودول شرق آسيا مثل اليابان وغيرها، كذلك في دول الشرق الأوسط، العربية خاصة، والتي رغم شح الإمكانيات الطبية، إلا أن ما أظهرته الحكومات من اهتمام وما أظهره المجتمع من تكافل واستجابة لعملية الحجر المنزلي، وكانت هي الوسيلة والإدارة الأنجع والوحيدة تقريبا التي باليد لمواجهة الوباء، كان مقبولا، خاصة وأنه بعد أكثر من شهر من ظهوره في معظم الدول لم ينتشر بشكل كارثي كما حدث في عدد من الدول الغربية بالتحديد.

لقد بقي عدد الإصابات في معظم الدول العربية يدور في حدود المئات، والوفيات في حدود العشرات، وهذا يعتبر أنه تم احتواء أو الحد من انتشار الوباء الذي اجتاح بالمقابل عدداً من الدول الأوروبية والولايات المتحدة، فبعد الصين وإيران، كان هناك كل من إيطاليا، فرنسا، إسبانيا والولايات المتحدة، حيث ظهر المرض بعشرات، بل بمئات الآلاف والضحايا من الوفيات بلغ الآلاف في كل دولة من هذه الدول، بل تجاوز العشرة آلاف، كما حدث في كل من إيطاليا وإسبانيا.

إيطاليا التي أحزنت كل شعوب الأرض لما سقط فيها من ضحايا، أبكت رئيس الحكومة، ومن ثم أظهرت غضباً لدى الشبان الطليان خاصة تجاه الاتحاد الأوروبي، حين قاموا بحرق أعلامه، مقابل رفع العلم الروسي، لاعتقادهم بأن الاتحاد الأوروبي قد تخلى عنهم في المحنة، مقابل ما أبدته كل من الصين وروسيا من اهتمام ومساعدة.

كثير من دول الاتحاد الأوروبي أغلقت الحدود البينية، وبعضها أوقف العمل بتأشيرة "التشينغن"، وإذا كان من غير المعروف متى سينحسر المرض عن العالم، وكيف، أي إلى متى ستستمر الأزمة العالمية التي وصفها أمين عام الأمم المتحدة بالأشد فتكا ووقعا وتأثيراً منذ الحرب العالمية الثانية، إلا أن الواضح منذ اليوم بأنها ستلقي بتأثيرات بعيدة وكبيرة على اقتصاديات الدول كافة، ومن ثم على الاقتصاد العالمي، فيما تأثيراتها السياسية ستتراوح - بتقديرنا - السلبية أو الايجابية، وفقا لما أظهره قادة وحكومات الدول إبان الأزمة.

رغم ذلك، إلا أن بعض مظاهر تلك التأثيرات، قد بدأت تظهر منذ هذه الأيام، ففي إسرائيل، التقط بنيامين نتنياهو فيروس كورونا كما لو كان قشة تنقذه كغريق من وحل حالة التوازن السياسي التي وقعت فيها إسرائيل خلال ثلاث جولات انتخابية جرت خلال العام الأخير، فعرض بسرعة بعد أن تبين له فشله مرة أخرى بعد انتخابات الثاني من آذار الماضي، في الحصول على الأغلبية البرلمانية، فكرة حكومة الطوارئ، بل واستفاد من تعطيل المحكمة بسبب ظهور المرض في إسرائيل حيث كان يفترض أن تعقد له جلسة يوم السابع عشر من الشهر الماضي.

وكانت المفاجأة في موافقة خصمه بيني غانتس على حكومة الطوارئ، وخروجه بحزبه "الحصانة لإسرائيل" من تحالفه مع كل من يائير لبيد زعيم حزب "يوجد مستقبل" وموشيه يعلون، ومن ثم التوافق مع الليكود على حكومة وحدة بين حزبيهما، ورغم أن الأمر لم ينته بعد، حيث هناك صراع ما زال على التفاصيل بين الحزبين، فالليكود ينسى أنها حكومة طوارئ، وما زال يريدها حكومة يمين، أي تبدأ باتخاذ قرارات الضم، فيما حزب غانتس يريدها حكومة طوارئ تتصدى لـ"كورونا" وتهتم بالقضايا الاجتماعية، كذلك ظهور التشققات حتى بين الليكود وحلفائه خاصة حزب يمينا، إلا أن "هدوءا أو استقرارا ما" قد ظهر في إسرائيل .

لكن الصورة لم تتضح بعد، وإن كان كل ما اعتبره نتنياهو وحليفه دونالد ترامب من انجاز تمثل بإعلان صفقة العصر، بات أمراً غير قابل للتمرير في ظل هذه الفوضى العالمية، فيما الغموض يحيط  بمستقبل الانتخابات الأميركية، حيث توقفت فعاليات الانتخابات الحزبية الداخلية، خاصة على جبهة الحزب الديمقراطي، ولا أحد يمكنه أن يرى اليوم، إن كانت الانتخابات ستجرى مع نهاية هذا العام أصلا أم لا.

أما ترامب نفسه، فقد ظهر كرئيس أهوج وأرعن، فبعد أن استخف بالفيروس، وانحاز للاقتصاد، لدرجة أنه كان قد حدد، يوم الثاني عشر من نيسان الجاري، لرفع العمل بإجراءات الحظر، لكنه اضطر للتراجع قبل يومين ليعلن أن هناك أسبوعين صعبين يواجهان بلاده، ويقصد بالطبع الإشارة إلى عدد الإصابات القياسي، والذي تجاوز أي بلد آخر، كذلك عدد الضحايا الذي هو في ازدياد أيضا.

ومثله كان حال مثيله اليميني في بريطانيا رئيس حكومتها بوريس جونسون، الذي بدوره استخف بـ"كورونا"، ودعا مبكرا إلى مواجهته بما سماه مناعة القطيع، وحين أصاب المرض الآلاف ظهر كرئيس حكومة غير متزن، ما هز من صورته، وربما يؤثر على حظوظه، مثل ترامب، في البقاء في الحكم بعد أن تنقشع غمة "كورونا".

تحدي ترامب بدأ على خلفية إدارته السيئة في مواجهة "كورونا"، ولعل خصومه يعرفون جيداً، بأن أكثر باب يستفزه هو الباب الفلسطيني، لذا بدأت حملة بدأها بعض أعضاء الكونغرس تطالبه بدعم القطاع الصحي الفلسطيني سرعان ما تحولت إلى حملة شعبية، للضغط على ترامب وإجباره على التراجع عن سياسته الخاصة بوقف كل المساعدات للشعب الفلسطيني بما في ذلك تلك الخاصة بـ"الأونروا"، وهذا أول الغيث، أما آخره، فما زال الوقت مبكراً للوقوف عند أبعاده ونتائجه النهائية.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق