رصدت الإدارة الأميركية 50 مليار دولار لمواجهة فيروس الكورونا، وبريطانيا 40 مليارا وفرنسا 25 مليارا وأستراليا 11 مليارا وهكذا نجد أن بلدان العالم تواجه حرباً شرسة جدية لمواجهة الوباء القاتل.
في الأردن نواجه أزمة اقتصادية منذ كوارث الربيع العربي 2011 وندفع اثمان الحروب البينية العربية المجاورة، ومحاولات التسلل الإرهابية وعمليات الخلايا الكامنة، والعجز في الميزانية، وتفاقم المديونية، وثقلها على الناس وقسوتها على الأردنيين، مما يجعل هامش رصد الحكومة لأية مبالغ لمواجهة البلاء، ضعيفاً ويكاد يكون معدوماً.
مبادرة شركة البوتاس العربية، وبنك الإسكان، وبطريركية الروم الارثذوكس المقدسية، ونقيب المقاولين السابق أحمد يوسف الطراونة، وسجل البنك العربي أنه الأكثر سخاءاً واستجابة، وتبرعوا لصالح تغطية احتياجات وزارة الصحة لشراء شرائح فحص الكورونا، وتغطية إقامات الحجر للقادمين من بلدان مصابة، مقدرة ومثمنة ستبقى أثرا خالدا في نفوس شعبنا .
جفرا نيوز وإذاعة ميليودي بادرا لفتح موجة تيليثون مفتوحة لجمع التبرعات لصالح وزارة الصحة، تنتظر الاستجابة معها من قبل المؤسسات والشركات المتمكنة وخاصة البنوك، فهي حينما تتبرع، فهي تتبرع من أرباحها حماية لعملائها مصدر عملها وأرباحها، وشركات الاتصالات التي تملك أكبر شريحة عملاء لها من الأردنيين، وتجار المواد الغذائية، ووكلاء شركات السيارات، وقطاع التأمين، وغيرهم من الشرائح الثرية المفترض أن يتطوعوا ويبادروا ويدفعوا، حماية لأنفسهم كبشر، وحماية لاستثماراتهم كرجال أعمال لهم مصلحة في مواصلة عملهم عبر حماية قواعد استثماراتهم بين المواطنين ومنهم.
نحن في معركة واحدة مجتمعين ، لا تُفرق بين الغني والفقير، بين المسلم والمسيحي والدرزي، بين العربي والكردي والشركسي والشيشاني، بين البدوي والفلاح وابن المدينة وابن المخيم، جميعنا مستهدفون من قبل الفيروس الخبيث العابر للأشخاص والعائلات والأحياء والمدن والحدود، ومثلما نجد ان بلدان العالم وشعوبها يتماسكون يتوحدون حماية لأنفسهم، ويتقدمون كشركاء في خندق لمواجهة البلاء البيولوجي، نتطلع لفزعة شعبنا واستجابة قدراته المالية ما أمكنها، للمساهمة في تغطية احتياجات وزارة الصحة كي تؤدي دورها الطارئ، فالإمكانات متواضعة ولكن العزيمة قوية ورغبة الحياة والانحياز لها أقوى، ومن يدفع فهو يحمي نفسه ويُحصن أسرته من اختراق الآخرين له ولعائلته، ومنع انتقال العدوى ومحاصرتها.
ننتظر سماع أخبار الإسهامات المالية بما يليق بشعبنا ومبادراته، وبما يحمي بلدنا وأهله، وبما يرتقي لمستوى التحدي واحتياجاته، فهل نفعل؟؟
نرجو ذلك ونأمل أن تمر المصيبة ونتجاوزها بأمان وتصبح من خلفنا مخلفة تراثاً من التماسك والتباهي والتجربة والشراكة نحو الغد، ليكون الغد هو الأفضل لشعبنا وأمتنا ولشعوب العالم.
وأخيراً دعوني أقدم من الأردن الشكر والتقدير، وتمنيات الصحة والنجاح للسيدة جنيفر هالر ابنة ولاية سياتل الأميركية، على شجاعتها وتقدمها للتطوع لاختبار المصل المستجد وأخذها للمطعوم كأول امرأة على وجه الكرة الأرضية، لعلها تدخل التاريخ ليس فقط لشجاعتها في تناول المطعوم، بل لتحقيق النتيجة على نجاحه من خلالها.