مع كل الإحترام للصديق العزيز أبو العبد اللواء المناضل منذر إرشيد نتفق كثيرا ولكن هذه المرة نختلف في وجهات النظر والاختلاف لا يفسد للود قضية فنحن أصدقاء وسنبقى كذلك ولكن أود التوضيح والرد على ما ذكره في مقاله وما ذهب إليه المعلقون على صفحته.
أولا ..
يقول اللواء منذر إرشيد "لا أعتقد أن دحلان بذكائه يرضى ما جاء بمقال الدكتور طلال”.
وردي أن دحلان مازال القائد الأول في فتح وليس توريطا، بل هو حقيقة أقدرهم إدارة وسياسة لتبوأ المركز الأول، والانتخابات ستحسم ذلك بعد ما رأيتم من فشل كل قيادات الصف الأول في فتح من القدرة ليس فقط على إدارة أزمة الوطن. بل هم السبب في تراجع التيار الوطني بمجمله في الساحة الفلسطينية وهم من سلم غزة وليس دحلان، وإستمع لكلمة دحلان في المؤتمر السادس التي لم يستطع أيا منهم الرد عليها وعلى رأسهم الرئيس، ووكل ما فعلوه أمام تحميلهم المسؤولية هو أن إستدار الرئيس هو والمناويئين لدحلان والمنافسين على كرسي الرئاسة ليتآمروا على دحلان لاحقا وفصله التعسفي من الحركة، ولماذا لم تدن لجنة التحقيق دحلان وتحمله مسؤولية ما حدث بعد الإنقلاب وهو كان عندهم في رام الله. واستمعوا لكلام دحلان جيدا في كل الأحداث في كلمته في المؤتمر السادسِ.
وحتي بعد أن أبعد خارج رام الله وبعد فصله التعسفي من فتح، حاول الرئيس ونفس المجموعة من تقديم دحلان للمحكمة غيابيا والتي هم عينوها ولم يستطع القضاة لنزاهتهم من إدانة دحلان بشيء ولم يصدر من المحكمة أي قرار بالحكم على دحلان وهي تعتبر محكمتهم إلا حكما واحدا بتهمة القدح وهي تهمة تشير لديكتاتورية النظام وكبته للحريات، وفي العرف السياسي هي ليست تهمة خاصة عند الخلافات السياسية كما هو حادث منذ القدم.
ثانيا ..
أما فلسطين تسير حسب منطق وقدر إلاهي فهذا لا يمنع قادة تاريخيين من تغيير الواقع وحاجة الشعب لقائد هو حاجة دائمة لا تتوقف عند قائد، وكما رأيته كرأيي أنا وكما في عنوان مقالي وهو "في غياب الكاريزما يبقى دحلان الأفضل" ونوهت في نهاية مقالي وقلت هذا رأيي ومن يعرف أفضل من دخلان فليقدمه لنا، ولم تقدم لنا من ترى فيه الكفاءة عزيزي أبو العبد، رغم فشل الآخرين وأنت أشرت كما يشير كل الفلسطينيين لفشل التفاوض.
ثالثا ...
دحلان لم يفشل كما تقول اللواء منذر ، ولم يضع الوقت كما تذكر العزيز أبو العبد فهو أي دحلان الجزء الحي من الجسم الفتحاوي، والتيار الإصلاحي الفتحاوي هو الجسم الحيوي الأكبر والأكثر فعالية ونشاطا على الأرض في الخارطة السياسية الفلسطينية بمجملها وعلى مستوى العلاقة مع الشعب، ويقدم له كل ما يستطيع، وكل أموال السلطة والتنظيمات هي من تلك الدول التي يحاول الكثيرين تصويرها بالسوء، فلماذا يعاير بها دحلان؟ وكل المال السياسي يتنعم به الجميع الفلسطيني من اليمين ومن اليسار ووسطهم فتح ومنظمة التحرير.
أما برنامج دحلان لم يأت بجديد فالتيار هو فتح وبرنامج فتح هو برنامج التيار وما العيب في ذلك؟ وهم لم يتركوا ولم ينشقوا عن فتح، والخلاف على الادارة والصراع بين المتنافسين هم في رام الله من فتح هذا الباب وفصلوا دحلان ورفاقه لإبعاده من طريقهم ولحيثيات هم يستخدموها في عقاب غزة لا نؤيدها بالمطلق وهي المناطقية.
رابعا. ...
دحلان لا يقدم ما يستطيع الحصول عليه من أي أحد أو أي دولة لشعبنا ليقوده، فدحلان قائد في شعبه مبكرا وعضو مجلس تشريعي منتخب من شعبه بأعلى الأصوات في دائرته خانيونس وهي دائرة كبيرة بالمناسبة وأكبر من رام الله، وهو عضو لجنة مركزية منتخب، وليس معينا في فتح، وهو وزير سابق، وهو يحظى بشعبية حتى عند الخصوم قبل وبعد الاقصاء وقيطبل وبعد الفصل التعسفي الإستئصالي من قبل الرئيس، وهو كما قلت أنا في مقالي له قدرات قيادة من الصف الأول والموقع الأول، وشعبيته في غزة والضفة والشتات كبيرة، رغم الملاحقة في الضفة للمؤيدين له، ولولا أنه هكذا لم يتبناه أبو عمار منذ البدء، والجديد سيأتي من رحم القديم الذي سنراه في الانتخابات حين إجرائها وليس بالفصل أو الابعاد كما حدث، وهذه قضية تاريخية لتلك الصراعات بين القادة السياسيين ، والشعب له الكلمة الفصل.
خامسا..
ومن قال إن دحلان كما هو لم يتطور دحلان فعل الكثير على الأرض وساعد شعبه وطور كل علاقاته الداخلية والخارجية وكذلك التيار الإصلاحي وتستقبله الكريملين والقاهرة والرياض وأبز ظبي، وهو ليس في موقع في السلطة، ولا يشغل منصبا رسميا، بل قائد التيار الاصلاحي في فتح، وعضو هام في المجلس التشريعي ومعه أكثر من نصف كتلة الرئيس التشريعية، والذين يحبونه ويؤيدونه بالآلاف وليس ألف هنا وهنا، والانتخابات هي الفيصلُ والحشد الشعبي المطلوب ظهر في فعاليات التيار واضحا ولا أحد ينكره ولو قورن بحشد فتح في إنطلاقتها التي ذهب الناس فيها ليس تأييدا للرئيس بل نكاية في حماس وخوفا من قطع الراتب، و لكان كل الفتحاويين مع دحلان وفي فعالياته. وأما الرؤيا والخطاب فلا خلاف بين كل الفلسطيتيين الوطنيين وحتى الحمساويين لاحقا على البرنامج، ولم بختلف الفلسطينيين بالمناسبة على البرنامج الذي لحقته حتى حماس متأخرا، الدولة على حدود 67 والقدس الشرقية العاصمة، وماذا تريد العزيز أبو العبد من دحلان أن يغير في ذلك؟ فالإحتلاف على الطريقة وادارة بين الجميع. الفلسطيني وليس الفتحاوي فقط.
يقول اللواء منذر إرشيد " دحلان أذكى من أن يعتقد أن الزمن توقف عنده" وأنا أقول كيف؟
فهو مازال قائدا كاريزميا فاعلا يحمل الهم الفلسطيني يسعى للخلاص من الاحتلال وبناء الدولة وماذا تغير؟ الذي تغير منهم وليس من دحلان وأنهم حاربوه في حماس وفي رام الله، ومازال دحلان صامدا، ويتطور في عمله وعلاقاته ويحشد مؤيديه لليوم الذي تتصالح فيه فتح ليكون قوة داعمة لإستعادة زخمها وزخم التيار الوطني المركزي في الانتخابات القادمة ومنافسة حماس التي تفهم ذلك رغم محاولته المصالحة معهم التي قال الخبراء السياسيين بأنها قسمت أوراق جماعة الاخوان وليس انا الذي أقول.
يقول اللواء منذر إرشيد أن القطار فات دحلان
لكن ماذا نقول للدكتور طلال وكل محبي دحلان ؟
وردي على ذلك أقول، لم يفت القطار دحلان والله يا أبو العبد الراجل شباب ويتفاهم مع الشباب أكثر منا ولا تتعجب إن قلت لك إن الشباب في التيار الإصلاحي ما يقارب 95% ذكورا وإناثا، ولديهم قدرات ومواكبين في التيار لكل تطور أكثر من رام الله فلا تقلق.
العزيز أبو العبد دحلان لا ينتظر لا تزكية فرعون ولا غيره والجميع يعرف شخصيته جيدا وفرعون يعرفه ولو لا أنه يعرف قدراته لما فعل فيه ما فعل .
دحلان يراكم عمله وسيأتي إلى الانتخابات كما أي فلسطيني من حقه الترشح مهما تأخر موعدها وسيفوز.
سادسا
دحلان لم يسلم غزة والتحقيقات عبر اللجنة لن تذكر ذلك بل ذكرت من قال المعركة ليست معركتنا بل هي معركة دحلان خلينا نخلص منه ومن غزة ..واستمع لكلام دحلان في المؤتمر السادس فهو وثيقة تاريخية لم يستطع أحدا منهم أن يجادل في ذلك وصمتوا ثم تآمروا عليه وهي وثيقة هامة وليست دفاعا عن دحلان بل هي الحقيقة ومسجلة فهل من جدال بعد دلك إلا لمن أراد المضي قدما ممن ضللوا شعبنا وشوهوا دحلان، وهو أنه في عداد المنتصر من وحهة نظري لأنه صمد في وجه الإستئصال والإقصاء وبنى أفضل منهم وستستفيد من كل ذلك في النهاية فتح.
من قال إن دحلان أكبر من فلسطين ومن القدس. ومن قال إن الزمن توقف عند دحلان ولكن دحلان أفضل ممن قادونا إلى ما نحن فيه والمسؤول عن ذلك حماس والرئيس عباس .. أليس كذلك العزيز أبو العبد
سابعا ..
والله أبو العبد كنت سأضع في ردي فقط رابط فيديو كلمة دحلان في المؤتمر السادس لأنه يرد على كل البنود لكن أردت التوضيح ليعرف الجميع الحقيقة التي أبني عليها رأيي لكي لا يفهم الآخرون أن ما قلته في المقال هو عبث، بل قناعةِ بعد تمحيص سنوات كنت أقول مثلما قال الآخرين، وإحتفاظهم برواية حماس عن دحلان التي تركوها لاحقا ، وحملها الفتحاويون بأمانة المستسهل ودون تمحيص بأن رواية حماس كانت مبكرا لضرب الشخصية الكاريزمية الأقوى في فتح وفي التيار الوطني كله، لكي يتخلصوا من دحلان بعد أبو عمار وتحلو لهم السلطة ومنظمة التحرير ولكن هيهات فدحلان مازال المنافس الأول لهم ولزملائه الفتحاويين.
تحياتي العزيز أبو العبد وأشكرك على الإهتمام.