مهما قيّم البعض تواضع الخطوة التفاوضية التي تمت رسمية وعلانية بين حزب الجنرالات أزرق أبيض من طرف، وأحزاب القائمة البرلمانية المشتركة العربية العبرية الفلسطينية الإسرائيلية من طرف آخر، بمبادرة من بيني غانتس شخصياً، والذي أقدم على هذه النقلة مرغماً؛ لأنه لا يملك خيارا آخر إذا عزم حقاً على تحقيق: 1- إسقاط نتنياهو ومنع عودته لرئاسة الحكومة، 2- أن يكون مرشحاً من قبل الأغلبية ليكون رئيساً لحكومة المستعمرة المقبلة.
خطوة كحول لفان بالمبادرة للاتصال واللقاء والاجتماع مع ممثلي القائمة البرلمانية المشتركة، يكون غانتس وحزبه قد غير موقفه المسبق وتطور، ولم يعد أمامه سوى الانحناء والتراجع عن عنجهية الموقف اليميني العنصري المعادي للمجتمع العربي الفلسطيني وأحزابه وقياداته.
اللقاء الذي جمع ممثلي حزب كحول لفان أزرق أبيض، وهما عوفر شيلح وأفي نيسانكون، يوم الأربعاء 11 / 3 / 2020 مع ممثلي القائمة البرلمانية المشتركة من الأحزاب الأربعة: 1- أحمد الطيبي- العربية للتغيير، 2- عايدة توما –الجبهة الديمقراطية، 3- منصور عباس -الحركة الإسلامية، 4- مطانس شحادة –التجمع الديمقراطي، هذا اللقاء هو الإنجاز العملي الأول المنتظر للقائمة المشتركة الذي تحقق بفعل نتائج انتخابات 2 / 3 / 2020 على المشهد الإسرائيلي، وهي خطوة مهما بدت متواضعة، سواء نجحت أم لم تنجح مباشرة، ولكنها الخطوة التاريخية المطلوبة، والقفزة الذاتية العربية الفلسطينية في كسر إدارة الأغلبية العبرية الإسرائيلية وخضوعها للعبة الديمقراطية ونتائجها، وصعود مكانة الفلسطينيين ليكونوا شركاء في المشهد الإسرائيلي.
اللقاء البرلماني بين الطرفين العبري الإسرائيلي من طرف، والعربي الفلسطيني من طرف آخر، كان جدياً وشاملاً عرض كل منهما مواقفه وقدم الجانب الفلسطيني القضايا التي تشغل اهتمامات المجتمع العربي الفلسطيني السياسية والمدنية في مناطق 48، وقد آثر نواب القائمة المشتركة عدم تسريب مضمون الاجتماع لسببين:
أولهما: حتى يعود النواب الأربعة لقيادات أحزابهم لاتخاذ القرار والمقتضى السياسي المطلوب بناء على ما تم التوصل إليه.
وثانيهما: لعدم إعطاء نتنياهو وعصاباته المتطرفة استغلال تفاصيل الاجتماع قبل افتتاح الكنيست يوم 16 / 3 / 2020، وتقديم التوصية الملائمة لرئيس المستعمرة رفلين حول الترشيح لرئاسة الحكومة.
رهان نتنياهو ما زال محاولة كسب نواب منشقين عن أحزابهم كما حصل مع أورلي ليفي أبو قسيس التي انشقت عن تحالف الأحزاب الثلاثة العمل وميرتس وغيشر، على خلفية موقفها المعلن أنها لن تنضم لتأييد حكومة تعتمد على أصوات القائمة العربية العبرية المشتركة وهي تُخالف ما سبق ووافقت عليه قبل الانتخابات، ولكن يبدو أنها متقلبة مثل والدها ديفيد ليفي الذي كان ينتقل من حضن حزبي إلى حضن آخر، وبذلك يكون نتنياهو قد حصل على صوت إضافي ليتقدم إلى الأمام ولديه الآن 59 صوتاً بعد انشقاق ليفي، ويبقى لدى بيني غانتس 61 صوتاً إذا حصل على أصوات حزبه 33، وتحالف العمل وميرتس وغيشر 6 أصوات، وليبرمان 7 أصوات، والمشتركة 15 صوتاً.