خاص بالصور|| د. الرقب: أبو عمار اعتمد سياسة "الندّية" مع الخصوم وعباس يتعامل بمبدأ "الدونية"

محمد جودة: عشية الذكرى الـ15 لرحيل الرئيس الرمز ياسر عرفات، أجرت الكوفية هذا الحوار مع أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس الدكتور أيمن الرقب، والذي راح يستذكر الرئيس الراحل بكلمات مؤثرة، وعرّج على الحالة السياسية التي يمر بها الوطن، وكذا رسالة قائد تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح محمد دحلان، التي وجهها مؤخرًا إلى الرئيس محمود عباس بشأن الخروج من الحالة السياسية الراهنة بإجراء انتخابات حرة نزيهة يسبقها إصلاح البيت من الداخل في حركة فتح.. وإلى نص الحوار.

بعد غياب الزعيم أبو عمار شاخت القضية الفلسطينية ولم تعد بعنفوانها المعهود.. برأيك لماذا هذا التراجع الفتحاوي والوطني؟

أبو عمار رحمه الله لم يكن زعيما تقليديا وكانت لديه المقدرة على إدارة الملفات المختلفة بحرفية عالية، حتى اتفاق أوسلو والخلاف مع خصومه كان لديه المقدرة على التعامل مع الاحتلال بندية عالية، وكان يتعامل مع خصومه السياسيين برحابة صدر ويتجاوز أخطاء شركائه السياسيين من أجل الحفاظ على البيت الفلسطيني، لذلك لم تحدث انقسامات كبيرة في ظل حكمه بعكس ما حدث في عهد أبو مازن الذي كان سببا في حدوث انقسام "فلسطيني فلسطيني" وكذلك انقسام داخل حركة فتح لم تشهده الحركة من قبل، كما تعامل أبو مازن بـ"دونية" مع الاحتلال، وهناك فرق بين الـ"ندية" والـ"دونية"، فأبو عمار كان يعتبر أوسلو محطة ومرحلة لإكمال مشروع التحرر وأبو مازن يعتبر التنسيق الأمني مقدسًا ولم يخجل أبو مازن أن يقول إنه يعيش تحت بساطير الاحتلال .

وجه المقارنة بين أبو عمار رحمه الله مع أبو مازن يستحيل، فالحديث عن زعيم وثائر لا يقارن مع موظف أصبح رئيسا للشعب الفلسطيني ويفتخر أنه لم يؤيد الكفاح المسلح يومًا.

من أوصل حركة فتح إلى هذه الحالة؟
من أوصل حركة فتح لهذه الحالة من الانكسار والانهزام هو أبو مازن الذي سيطر على كل الحركة ومفاصلها، وحوّل الثوار بها إلى مجرد موظفين يخشون قول كلمة الحق حرصًا على استمرار صرف رواتبهم.

ولا زلت أذكر ما قاله أبو عمار في أيامه الأولى لدخول غزة، من أننا لا زلنا في بداية المشوار "فمتنزلوش من على الجبل " وكان يعتبر أن أوسلو مرحلة لإكمال مشوار التحرر .

رسالة القائد محمد دحلان الأخيرة  للرئيس أبو مازن الأخيرة، دعت لوحدة حركة فتح من أجل تفادي كل ما تمر به الحركة من عجز وهوان ولتفادي انهيار المشروع الوطني.. كيف ترى هذه الرسالة؟

في لقاء الأخ محمد دحلان "أبو فادي" الأخير مع الإعلامي عمرو أديب، كان واضحا في وصف الحالة الفتحاوية وما يعصف بالحركة من ظروف قد تدفعها للتلاشي والتهميش في حال استمرار أبو مازن بنفس أسلوبه في إدارة الحركة، ووجه الأخ أبو فادي رسالة واضحة لأبو مازن أن الكرة لا زالت في ملعبه فهو يمتلك الشرعية التي تجعل بمقدوره أن يعيد ترتيب السلطة ومنظمة التحرير وكذلك حركة فتح التي إذا اقدم أبو مازن على الانتخابات دون ترتيب حركة فتح وترتيب قوائمها بشكل ديموقراطي دون التهميش والإقصاء، فإن فتح ستواجه فشلًا أكبر من الفشل التي منيت به في انتخابات عام ٢٠٠٦ وعليه أن يستفيد من التجربة .

الأخ أبو فادي أعطى أبو مازن وصفة للخروج من الحالة الحالية وذلك من خلال إعادة الهيبة لحركة فتح بطريقة ديموقراطية لا يتم من خلالها إقصاء المناضلين والثوار، وأن يتم التصالح مع الجميع لترتيب قوائم حركة فتح للانتخابات التشريعية القادمة.

الأخ أبو فادي لم يترك الباب على مصراعيه بانتظار رد أبو مازن على رسالته، حيث كان واضحا في حال إصرار أبو مازن على رأيه والتمسك بهذه الحالة الفتحاوية الهزيلة سيضطر تيار الإصلاح الديمقراطي لتشكيل قائمة وطنية يكون تيار الإصلاح الديمقراطي هو عمودها الفقري لخوض الانتخابات القادمة، والرسالة لأبو مازن ليست رسالة استجداء، بل رسالة حرص على حركة فتح وتاريخها .

عشية الذكرى الـ15 لرحيل أبو عمار.. هل سيحيي التيار اإاصلاحي هذه المناسبة في غزة ولبنان ؟
جرت العادة أن يحيى تيار الإصلاح الديمقراطي ذكرى استشهاد الرئيس أبو عمار لتذكير الأجيال الحالية والقادمة بزعيم الشعب الفلسطيني، وذلك لتبقى الأجيال على درب الشهيد الخالد أبو عمار ويستعد التيار لإقامة أكثر من فعالية بهذه المناسبة وستكون الفعالية المركزية في أوروبا ولكن سيتم ترتيب الكثير من الفعاليات في لبنان وقطاع غزة وكل مكان نستطيع أن نحيى بها ذكرى استشهاد أبو عمار وهذا أقل واجب تجاه زعيم الشعب الفلسطيني.