الكوفية:في قلب العاصمة، حيث تختلط رائحة التاريخ بمرارة اللجوء، ينزف مخيم شاتيلا بصمت. ليس من رصاصٍ هذه المرة، ولا من حصارٍ أمني أو عدوانٍ خارجي… بل من سمٍّ يتسلّل إلى عقول أبنائه ويستهدف مستقبله: المخدرات.
من زواريب المخيم الضيّقة، تنطلق صرخات الأمهات، وأنين الشباب الذين سقطوا في فخ الإدمان، وسط صمتٍ رسمي قاتل، وتواطؤ اجتماعي مريب. تجّار السمّ يعيثون فسادًا في الأرض، يحوّلون المآسي إلى أرباح، والفقر إلى ذريعة، والمخيم إلى ساحة تجريب لجريمة تُنفَّذ على مراحل… ببطءٍ، وبدمٍ بارد.
ما يجري ليس حدثًا عابرًا، بل مؤامرة كاملة الأركان على وعي الإنسان الفلسطيني، على ذاكرة النكبة، وعلى حلم العودة. شباب شاتيلا ليسوا مدمنين بالفطرة، بل ضحايا سياسات التفقير والتهميش، وغياب الرؤية الوطنية.
السكوت لم يعد ممكنًا.
والمخيم الذي صمد أمام القصف والمجازر، لن يُهزَم أمام قنينةٍ صغيرةٍ تُباع بخمسة آلاف ليرة.
النداء مرفوع إلى كل الغيورين، إلى القوى الوطنية، إلى القيادات، إلى العائلات، وإلى كل صاحب ضمير:
أنقذوا شاتيلا… قبل أن يُصبح الحلم مقبرة جماعية للأرواح الضائعة