غزة – قال رئيس بلدية رفح جنوب قطاع غزة أحمد الصوفي إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تعمل على تهجير سكان المدينة وفصلها عن محيطها، سعيا لتشديد الخناق والحصار المفروض على القطاع.
وأشار الصوفي إلى إن جيش الاحتلال شن هجمات ممنهجة طالت المواطنين وكل مقومات الحياة بالمدينة، وأجبر 300 ألف من مواطن على إخلائها بالكامل تحت القصف الجوي والمدفعي.
وحذَّر من وجود خطة إسرائيلية لفرض التهجير القسري على سكان رفح، لتشديد الحصار ومفاقمة المعاناة الإنسانية في القطاع.
وأكد عدم وجود أي "منطقة آمنة" داخل رفح، إذ تتعرض جميع الأحياء للقصف الجوي والمدفعي المستمر، مشيرا إلى أن معظم الأسر التي عادت للمدينة خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، نزحت مجددا، وهو ما فاقم الأزمة الإنسانية.
وبين أن أكثر من 500 أسرة لا تزال عالقة ومحاصرة برفح، خاصة بحي تل السلطان غربا، ولا معلومات دقيقة حول مصيرهم، ويمنع الاحتلال وصول أي إمدادات غذائية أو طبية لهم، ويرفض السماح لهم بالخروج بواسطة العربات، وإنما سيرًا على الأقدام.
وأوضح أن الاحتلال، وخلال اجتياحه الأول لرفح مطلع مايو/أيار 2024، دمَّر 90% من المدينة، ومبانيها السكنية، والبنية التحتية، والمرافق العامة.
ولفت الصوفي إلى أن الاحتلال لم يلتزم ببنود اتفاق وقف إطلاق النار مع المقاومة في يناير/كانون الثاني الماضي، فيما يتعلق بعمق الشريط الأمني على طول الحدود مع مصر، ما حال دون عودة السكان إلى 60% من مساحة رفح.
كما واصل جيش الاحتلال استهداف رفح في المرحلة الأولى من الاتفاق، ونتيجة لذلك لم يعد لها إلا 90 ألف مواطن، من أصل 300 ألف (أي 30% من إجمالي عدد السكان).
وبدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي مطلع أبريل/نيسان الحالي عملية برية موسعة في رفح، وأصبحت المدينة بالكامل ضمن المناطق المحظورة.
وأكد الصوفي أن الاحتلال استغل حالة الصمت الدولي للتمادي بجرائمه، ولم يفوِّت يوما واحد دون ارتكاب إبادة بحق المدنيين.
وأشار الصوفي إلى أن الاحتلال دمَّر البنية التحتية والمرافق الخدماتية بشكل كامل، بما في ذلك المستشفيات والمراكز الصحية، ويواصل فيه سياسة العزل والتجويع، ويمنع دخول أي مساعدات إنسانية.
وأكد أن النازحين الذين اضطروا لمغادرة أماكن سكناهم يعيشون ظروفا معيشية كارثية في أماكن غير صالحة للسكن، بعدما أجبرهم الاحتلال على الخروج تحت النار ودون اصطحاب أي من مستلزماتهم.
وحذَّر الصوفي من تفشي الأمراض في صفوف آلاف النازحين بسبب غياب الرعاية الصحية وانعدام المقومات المعيشية بمواقع النزوح، إضافة للنقص الحاد بمياه الشرب والنظافة، وشح الغذاء بسبب انقطاع الإمدادات.
ولفت إلى أن احتلال رفح وتدمير المناطق الزراعية فيها "عمَّق أزمة الغذاء بقطاع غزة"، موضحا أن رفح تضم نحو 20 ألف دونم من الأراضي الزراعية، والتي كانت توفر كميات كبيرة من الخضروات والفواكه للسوق المحلي، ما أدى لتضاعف أسعار المواد الغذائية، ونقص الخضروات في الأسواق.
وربط الصوفي بين استهداف رفح وسعي الاحتلال لفرض حصار شامل على قطاع غزة من خلال السيطرة على معبر رفح وحرمان السكان من أي منفذ للخروج أو استقبال المساعدات الإنسانية، وكذلك إغلاق معبر كرم أبو سالم، ما أدى لانقطاع دخول الغذاء والدواء والوقود.