الكوفية:غزة – قال مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة الفلسطينية مروان الهمص؛ إنّ قوات الاحتلال أخرجت المستشفيات الثلاثة العاملة في محافظة شمال قطاع غزة؛ عن الخدمة الطبية؛ جراء الهجمات المتتالية التي أسفرت عن تعطيلها وتدمير أجزاء منها، مما يهدد حياة المرضى والطواقم الطبية على حد سواء.
وأوضح الهمص صباح اليوم الثلاثاء، أنّ البداية كانت يوم أمس، حين طلب جيش الاحتلال من مستشفى كمال عدوان إجلاء المرضى إلى مستشفى الإندونيسي، ليتم لاحقًا اقتحام "الإندونيسي" وإخراج من بداخله بالقوة.
وأشار إلى أنّ المستشفى الإندونيسي، كان طوال الفترة الماضية ملاذًا للمرضى الذين عجزوا عن الوصول إلى "كمال عدوان"، لكنه لم يسلم من الاستهدافات الإسرائيلية فقد تعرض لقصف عنيف أدى إلى تدمير الطابق الثالث بالكامل، كما منع الاحتلال منع أي شخص من الدخول إليه أو تقديم المساعدة للجرحى.
وفي تطور خطير آخر، أفاد الهمص، بوضع أجهزة متفجرة بالقرب من مستشفى كمال عدوان، ما يُعرّض حياة المدنيين للخطر تحديدًا الأطفال، عدا عن تعرض الطواقم الطبية للاستهداف المتلاحق، مشيرًا إلى أنّ ذلك يُصاعد المخاوف بشأن مصير المستشفيات المتبقية هناك.
وأضاف أنّ "مستشفى العودة، الذي يضم نحو 250 مريضًا، يعاني هو الآخر من حصار خانق وتهديد مستمر، فيما تستمر الانتهاكات ضد المرضى والطواقم الطبية، إذّ يدّعي الاحتلال أنه أخرج المرضى إلى مناطق آمنة".
وعبّر الهمص عن مخاوفه من تكرار ما حدث في مستشفيات أخرى خلال الحرب، قائلًا إنّ "التجربة المريرة مع الاحتلال، كما حدث في مستشفيي ناصر (جنوبًا) والشفاء (غرب غزة) سابقًا، تدفعنا للتشكيك في هذه الادعاءات، خصوصًا مع استمرار القتال في المناطق التي يُقال إنها آمنة".
وحملّ الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سلامة الطواقم الطبية والمرضى، مؤكدًا أن ما يحدث هو انتهاك صارخ للقوانين الدولية الإنسانية التي تحظر استهداف المرافق الطبية.
ودعا مروان الهمص، المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته والتحرك العاجل لوقف هذه الجرائم وضمان حماية المرضى والمستشفيات في قطاع غزة.
وفي وقتٍ سابق اليوم قالت وزارة الصحة الفلسطينية إنّ الاحتلال أجبر الجرحى داخل المستشفى الإندونيسي، الأكبر في المنطقة (شمال القطاع)، على الإخلاء نحو مدينة غزة، وتعرض "كمال عدوان" الأكثر مركزية لعدة هجمات آخرها الليلة، عدا عن استهدافات متتالية طالت مستشفى العودة.
وأشارت في بيانٍ لها تلقته "وكالة سند للأنباء" إلى أنّ قوات الاحتلال تحاول إخراج المستشفيات الثلاثة شمال القطاع عن الخدمة عبر تكثيف استهدافها المباشر خلال الساعات الماضية وحصارها لأكثر من 80 يومًا.
يُذكر أنّ المستشفيات الثلاثة تعرضت للاستهداف والقصف والمداهمة من قبل جيش الاحتلال منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وبالرغم من ذلك فإنها تكافح لتقديم الخدمة الطبية للمرضى والمصابين، إلا أن نفاد الأدوية والمستلزمات الطبية يحول دون ذلك في كثير من الأوقات.
وقد وضعت سلطات الاحتلال خلال الحرب الحالية مستشفيات قطاع غزة ضمن قائمة أهدافها العسكرية بادعاء استخدامها من قبل فصائل المقاومة، لكنها لم تقدم أدلة ملموسة، في حين دحضت ذلك تقارير وتحقيقات صحفية دولية.