متابعات: حذر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، من انهيار كامل لمستشفيات شمال قطاع غزة وخروجها عن الخدمة خلال أشد وأقسى أوقات الطوارئ صعوبةً مع استمرار وتكثيف الهجوم العسكري الإسرائيلي.
وأشار المركز الحقوقي في بيان صحفي اليوم الإثنين، إلى أن قوات الاحتلال تعمدت فجر السبت الماضي قصف واستهداف الطوابق العليا لمستشفيات العودة والإندونيسي ومحاصرة المرضى والأطقم الطبية فيها.
وأردف: "على الرغم من محاولات إعادة التأهيل الجزئية لبعض تلك المستشفيات، تصر قوات الاحتلال على استهدافها المرة تلو الأخرى.
ونبه إلى أن ترك قوات الاحتلال المدنيين بدون مستشفيات تُعالجهم "يشكل جزءًا من جريمة الإبادة الجماعية التي يقترفها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة".
وتفرض قوات الاحتلال حصاراً صارماً تحرم فيه السكان المدنيين في شمال قطاع غزة من أي إمدادات أساسية تنقذ حياتهم، وتؤكد عبر أوامر الإخلاء القسري سعيها لإفراغ ما تبقى منهم.
وأوضح المركز الفلسطيني أن قوات الاحتلال تستخدم الجوع والحرمان من العلاج "سلاحاً لتحقيق أهدافها العسكرية، ما يعكس إمعانها واستمرارها بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية".
ولفت النظر إلى أن قوات الاحتلال "قيّدت" وصول المدنيين إلى الغذاء والمياه وقطعت الاتصالات والإنترنت عنهم، بعد محاصرتهم في مدينة جباليا ومخيمها وباقي مناطق شمال قطاع غزة.
واستدرك: "الاحتلال هدد المستشفيات بالإخلاء قسراً ووقف خدماتها العلاجية رغم تدفق أعداد كبيرة من الاصابات الحرجة إليها، وتكدس عشرات الجثث للقتلى المدنيين فيها".
وبسبب الحصار المطبق واستمرار العمليات العسكرية الاسرائيلية يخشى من خروج المستشفيات الثلاث، كمال عدوان، والعودة، والإندونيسي، عن العمل وتعرضها لظروف تشابه اخلائها في نوفمبر وديسمبر2023، وفق بيان المركز الفلسطيني.
واستطرد: "فهي الآن تعمل بأقل من الحد الأدنى من قدراتها، وبإمكانيات منهكة، جراء الاستهداف سابقاً، والنقص الحاد في الأطقم الطبية، وإمدادات الوقود، والأدوية، والغذاء، وهو ما يهدد حياة الجرحى والمرضى".
يرى المركز أن ترك المنظومة الصحية في مناطق شمال قطاع غزة تواجه خطر الانهيار الكامل، وحصار منشآتها واستهدافها من قبل القوات المحتلة يعتبر بمثابة حكم بالإعدام على آلاف الجرحى والمرضى.
وبيّن أن ذلك يخالف القوانين الدولية والإنسانية. داعيًا المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، لإجبار دولة الاحتلال على الامتثال لقرارات محكمة العدل الدولية.
وشدد على ضرورة إرغام "إسرائيل" على وقف هجومها العسكري، واتخاذ التدابير الواجبة لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك التوقف عن استهداف المنشآت الطبية بشكل فوري.
وجدد التأكيد على ضرورة الضغط على قوات الاحتلال من أجل فتح مسارات متعددة لإخلاء المرضى والجرحى من ذوي الحالات الحرجة وإدخال الإمدادات بالغة الأهمية لسكان محافظة شمال قطاع غزة، وتأمين الاستجابة الإنسانية الآمنة لهم.
وطالب، المنظمات الدولية العاملة في المجال الصحي وعلى رأسهم منظمة الصحة العالمية بالتحلي بمسؤولياتها والضغط من أجل حماية المستشفيات واستمرار عملها في تقديم الخدمات الصحية شمال قطاع غزة.