أكد عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، ديمتري دلياني، أن العدوان الغاشم الذي تشنه دولة الاحتلال على قطاع غزة، يتجاوز الإبادة الجسدية إلى حرب منهجية تستهدف تجريد شعب بأكمله من إنسانيته، بتعاون وتواطؤ من الإعلام الغربي والأنظمة المُفلسة سياسياً وأخلاقياً.
وأوضح دلياني، أن تبنى الإعلام الغربي السائد منذ بدء حرب الإبادة الاسرائيلية في تشرين الأول الماضي، لسردية دولة الاحتلال التي تحاول تجريد شعبنا من إنسانيته وتحوّل شهدائنا إلى مجرد أرقام واحصائيات في هوامش الانباء، في الوقت الذي تُمجد فيه قتلى الاحتلال كما حصل مؤخراً مع الست اسرى الذين تم العثور على جثامينهم، وتقدمهم بأسمائهم وقصصهم وعائلاتهم وتصويرهم ك"أبطال" ضمن استراتيجية منهجية متعمدة هدفها تبرير والتغطية على جرائم الاحتلال، في تحيّز فاضح وظالم لشعبنا، يشكل انتهاكًا صارخًا لأخلاقيات الصحافة وإهانة واضحة للكرامة الإنسانية وانكار سافر لحق شعبنا في الوجود كبشر لنا حقوق إنسانية متأصلة.
وشدد دلياني على أن محاولات تجريد الشعب الفلسطيني من إنسانيته في الصورة الذهنية بالغرب له عواقب وخيمة على المجتمع الدولي بأسره، حيث يقوض أسس الإنسانية الجماعية، ويفتح المجال لتقبّل الاضطهاد وارهاب الدول كأمر طبيعي، مما يُفقد العالم بوصلة أخلاقه، مؤكدا أن صمت المجتمع الدولي وتخاذله لا يقل فتكاً عن القنابل والرصاص التي تنهال على غزة.
وأضاف دلياني، أن تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، التي استخدم فيها مصطلح "الفلسطيني" كإهانة لخصومه السياسيين، والقبول الضمني لهذه التصريحات من قبل إدارة بايدن - هاريس، تعكس مدى تشويه الهوية الفلسطينية، والعنصرية المتجذرة في الخطاب السياسي الأمريكي بشكل خاص والغربي بشكل عام.
وأكد دلياني، أن النضال الفلسطيني ليس مجرد صراع من أجل الأرض أو الاستقلال السياسي فقط؛ بل هو معركة من أجل الاعتراف بإنسانيتنا، مشددا على أن كل حياة فلسطيني او فلسطينية تُفقد هي شهادة على فشل العالم في الدفاع عن المبادئ الأساسية للعدالة وحقوق الإنسان، داعيا إلى مقاومة محاولات تجريد شعبنا الفلسطيني من إنسانيته بكل قوة، مؤكدا أنها جريمة تستهدف محو هويتنا ذاتها.