- إطلاق نار من آليات الاحتلال شمال غربي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة
لماذ يقتل هؤلاء طوال القرن؟
عشت سبعين عاما وانا أرى القتل والتعذيب والسحل والسجن والإبعاد والتنكيل ناهيك عن الدمار في المباني والعقارات والبيوت والبنى التحتية والمؤسسات من مستشفيات ومدارس وجامعات وخزانات المياه وحرق اليابس والأخضر والمحاصيل وتجريف الاراضي الزراعية وسرقة المقدرات والثروات وآبار ومصافي البترول ولم تسلم من هذا الدمار العائلات وتشتيتها وضياع اجيال بكاملها وحتى والطيور والحيوانات لماذا يحدث ذلك ...
القتل والتنكيل تمارسه إسرائيل بتواصل مستمر في المرتبة الأولى وتأتي بعدها دول الإستعمار قبل إستقلال دول الشرق الاوسط وبعد الإستقلال تمارسه جماعات الدين السياسي والحكام والمتطرفين وعصابات القتل والتهريب أينما وجدوا ..
في الشرق الأوسط يمارس القتل على الهوية وعلى الطائفية وعلى الدين وعلى المذهب وعلى الفكر وأسوأ القتل كان ولايزال يحدث في الصراع على الحكم منذ سقيفة بني ساعدة مرورا بالامويين والعباسيين والفرس والعثمانيين والانجليز والفرنسيين والأيطاليين والبرتغاليين والبريطانيين وكل من مر على هذه الارض العربية وليس انتهاءا بالإسرائيليين فلماذا يحدث القتل؟!!
الإستعمار والإحتلال مارسوا القتل، المستوطنون مارسوا القتل، والدواعش مارسوا القتل، والأحزاب مارست القتل، والحكام مارسوا القتل، فما، ومن هؤلاء الناس في الشرق الاوسط الذين يَقتلون ويٌقتلون ؟
هل هم ناقصون عقل ودين، أم، هم زائدون عقل ودين، أم، هم ناقصون تربية وأخلاق، أم، هم مجرمون بالجينات، أم ماذا ؟ أم، هو تشوه في المفاهيم و نقص في هرمونات الحكمة والإدراك؟
نقول الاحتلال والاستعمار يمارس قتل الناس ليستعبدهم ويصادر مقدراتهم وثرواتهم، وجماعات الدين السياسي تمارس القتل لتظفر بالسلطة والحكم والجنة، والحكام يمارسون القتل لإرهاب المجتمع والمعارضبن لإستتباب الحكم، والبلطجية يمارسون القتل لغياب القانون ورخاوة المجتمع، والمهاويس يمارسون القتل لغياب دور العلاج النفسي، والغلابة يمارسون القتل لغياب العدالة الإجتماعية وارتفاع منسوب الظلم، الكل يجد في القتل خلاص أليس هذا منافٍ للدين والأخلاق والقانون والحياة، أليس هناك طرق بديلة للعدل والإنصاف وحماية الناس والمجتمعات، أم، انه كتب على هذا الشرق الاوسط بالقتل المتواصل والقصة لم تبدا في هذا العصر.
لو اردنا القول إنه بدء القتل مع ولادة إسرائيل، لكن الشرق يمارس به القتل والدمار منذ عصور سابقة، وهذا ليس تبرئة لإسرائيل والإحتلال مثلا في فلسطين ، بل هو بحث عن سبب هذا القتل المتواصل للناس.
لو اردنا القول إن هذا القتل هو صراع الحياة، والإنسان يقتل الإنسان منذ الخليقة، لكن، كل هذا التطور في الصناعة والتجارة والزراعة والعلوم وسهولة الحصول على الغذاء ومتطلبات الحياة التي تحكمت في سلوك الإنسان القديم وفي صراعه على الماء والكلأ والغذاء، فنحن في القرن الواحد والعشرين والعالم في نهضة لم يسبق أن عاشها الإنسان على الأرض واتوقع ان السبب يكمن في محرك هذه الحياة بكل مجالاتها وفروعها وهو الإنسان وهل إنسان الشرق الاوسط يختلف عن باقي الإنسان في مناطق أخرى في العالم ...
هل هو غياب النظام والأخلاق؟ كما كان يقول الدكتور حيدر عبد الشافي أن "ازمتنا أزمة نظام وأخلاق"، وفي قلب أزمة النظام والأخلاق تكمن كل المسببات ولم يكن المقصود هو النظام تلسيتسي فقط بل النظام الحياتي قيمه وما يبنى عليه من أخطاء تستمر دون تصحيح او إستخلاص العبر .. غياب القيم، غياب التربية، اللصوصية ، والخيانة ، والظلم، الفساد المالي والإداري والسياسي، قدرة الاستعمار والاحتلال هزيمتنا، وغياب الوحدة، تفرد الشخص القائد او الحزب بتقرير مصير شعب هو خلل في النظام ليس السياسي فقط بل في نظام حياتنا وأخلاقنا، وكذلك الجهل، الظلام، الهزائم ، الكبائر، البلطجة وضياع الحقوق، التقاعس عن الواجبات، الكذب ، النميمة، الذاتية المفرطة وغيرها خلل في النظام والأخلاق .. كل ذلك يحدث بسبب أزمة الأخلاق والنظام.
وقد يقول قائل نحن في حالة حرب، نعم، أليس الحرب هي حالة مكثفة جدا من ازمة النظام والأخلاق التي تجتاحنا طويلاً طويلا، والتجارب تشهد بأنه غير مسموح النقد لا في الحرب ولا في السلام وإن سّمح بالنقد فلا تغيير إلا في أساليب القمع والإستئصال.
أيها العالم الظالم أوقفوا قتل الفلسطينيين والعرب فهم مثل باقي البشر، وقبل ذلك وبعده صححوا أخلاقكم وأعلو قيمة النظام في حياتكم أيها الشرق اوسطيين واولكم الفسطينيون.