قال عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، ديمتري دلياني، إن حرب الإبادة الجماعية "الإسرائيلية" في قطاع غزة، أدت إلى كارثة بيئية هائلة تجاوزت بمراحل أضرار الحروب التقليدية وأصبحت بمثابة حرب "إبادة بيئية" ايضاً، بحسب التقارير الصادرة عن البنك الدولي والأمم المتحدة في هذا الصدد.
وأوضح القيادي الفتحاوي، أن التقارير تشير إلى أن أضرار البنية التحتية في قطاع غزة، في شهور حرب الإبادة الاولى بلغت قيمتها 18.5 مليار دولار، إضافة إلى تدمير 66% من مباني القطاع، كما تم تدمير نصف أشجاره، ناهيك عن استشهاد 36 ألف مواطنة ومواطنا.
وأضاف دلياني، أن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، سلط الضوء على التلوث البيئي الشديد في المياه والهواء وتحت الارض وفوقها في قطاع غزة، جراء تصريف أكثر من 100,000 متر مكعب من مياه الصرف الصحي في الشوارع والطرقات والبحر الأبيض المتوسط، ونتيجة تدمير البنية التحتية بفعل غارات الاحتلال وعدوانه، مما يجعل قطاع غزة تربة خصبة لانتشار الأمراض والأوبئة، مثل طفيليات الجهاز الهضمي الناتجة عن ارتفاع مستويات "الكلوروفيل" والمواد العضوية العالقة في المياه الساحلية، محذرا من أن استمرار حرب الإبادة "الإسرائيلية" في غزة سيؤدي إلى دمار بيئي غير مسبوق.
ولفت عضو المجلس الثوري إلى أن تسرب مياه الصرف الصحي غير المعالجة المصحوبة بالحطام والنفايات الخطرة إلى التربة وطبقة المياه الجوفية، يشكل تهديداً خطيراً على الصحة العامة واستدامة الموارد الطبيعية ومصدر المياه الرئيسي في قطاع غزة، كما يؤدي إلى انتشار الأمراض المعدية، بسبب ندرة المياه، واكتظاظ النازحين في الخيام ومراكز الإيواء، وانهيار نظام الرعاية الصحية.
واشار المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن النازحين قسراً في قطاع غزة يعيشون معاناة في الخيام ومراكز الإيواء حيث يوجد مرحاض واحد لكل 600 نازح او نازحة، مع كمية ضئيلة جدا من المياه تصل إليهم بمعدل ٣ لترات يومياً لقضاء جميع الاحتياجات الإنسانية.
وأوضح دلياني، أن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، قدر إجمالي الحطام المتراكم والناتج عن تدمير الاحتلال للمباني في قطاع غزة، بنحو 22.9 مليون طن في السابع من كانون الثاني لترتفع إلى 37 مليون طن بحلول منتصف نيسان الماضي، لافتاً إلى أن "خدمة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام"، قد حذرت من احتمالية وجود ذخائر غير منفجرة وسط الأنقاض والحطام، بما يعادل 300 كيلوغرام لكل متر مربع، مما يشكل تحديات كبيرة أمام إزالة الأنقاض واستعادة البيئة.
وأكد دلياني، أن الكارثة البيئية لحرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، تمتد إلى العالم بأكمله، حيث تقدر دراسة بريطانية-أمريكية أن الإبادة الجماعية التي ارتكبتها دولة الاحتلال الاسرائيلي في غزة أنتجت ما بين 420,265 و652,552 طنًا من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يمكن مقارنته بحرق أكثر من 1.5 مليون برميل من النفط، مشيرا إلى إن انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن الشهرين الأولين من الإبادة الجماعية الإسرائيلية تتجاوز البصمة الكربونية السنوية لأكثر من 20 دولة.
وأوضح دلياني، أن الكارثة البيئية تتفاقم مع استخدام جيش الإبادة الجماعية "الإسرائيلي"، للفسفور الأبيض في عدوانه على قطاع غزة، وهي مادة ضارة بصحة الإنسان والبيئة، حيث تنتج أحماض الفوسفوريك والفوسفين التي تضر بالعين والجهاز التنفسي.
ودعا دلياني، إلى التدخل الدولي الفوري الفاعل والضاغط بشكل عملي على حكومة الابادة الجماعية الاسرائيلية لوقف جرائمها بحق الإنسانية بما في ذلك الإبادة البيئية.