- جيش الاحتلال ينسف مباني سكنية غرب مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة
- زوارق الاحتلال الحربية تطلق قذائفها غرب مخيم النصيرات وسط القطاع
- توغل لآليات الاحتلال محيط مستشفى "الإندونيسي" تزامناً مع إطلاق النار والقصف المدفعي
برنياع المقصود في هذه المقالة ليس رئيس الموساد الذي اكتسب شهرة من خلال مشاغلته للمصريين والقطريين في محادثات وقف إطلاق النار والتبادل، وإنما المقصود هنا ناحوم الصحافي المخضرم صاحب العمود الرئيس في أكبر الصحف الإسرائيلية وأوسعها انتشارا يديعوت أحرونوت.
في وصف ينطوي على مفارقة، خلعه السيد برنياع على سيمحا روتمان، محدث الانقلاب القضائي الذي انشغلت به إسرائيل قبل انشغالها بالحرب على غزة، وقبل مذكرات مدعي عام محكمة الجنايات وقرارات محكمة العدل الدولية، قال الكاتب برنياع:
"إن روتمان رجل رائع، يذكرني أحياناً بالابن الذي قتل والديه وبعد ذلك طلب علاوة لأنه يتيم"
وهذا إن بدا نوعاً من السخرية بشخصية مرموقة في إسرائيل، إلا أنه في الحقيقة تعبير بليغ عن قادة إسرائيل وكيف يديرون سياساتها وحروبها تحت قيادة بنيامين نتنياهو.
ولتوضيح أكثر فإن ما يحدث في إسرائيل منذ الانقلاب القضائي، مروراً بالحرب التي لا تنتهي على غزة، هو من صنع أيدي حكومتها، وأدق تجسيد لهذه الحقيقة، اجماع الطبقة السياسية ومعها معظم الجمهور على أن نتنياهو يخوض معركته الشخصية ويجر إسرائيل وحتى أمريكا والمنطقة، إلى مآزق خطرة لا مخارج منها، مطالباً وهو يفعل ذلك، العطف عليه كيتيم والانجرار وراء مغامراته تحت مقولة أن اليتيم المظلوم من قبل الفلسطينيين بحاجة إلى رعاية العالم له، وهو يدمر بلداً ويبيد شعباً ويغلق منطقة بكاملها على حروب لا تتوقف، ويطلب بعد ذلك كله كيتيم من العالم أن يصدق بأنه يقوم بالدفاع عن إسرائيل وأمنها، وأنه يستحق بدل الإدانة والعقاب مكافأة.
نتنياهو "اليتيم" الذي يطالب بالدعم والتبني والتفهم، ليس فقط من قبل المرضعة الأمريكية المضمونة في جيبه، وإنما من باقي دول العالم، فهو لا يرى من دور لها إلا مباركة حروبه ومغامراته ومذابحه، تارة تحت شعار حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وتارة أخرى تحت مقولة أنه يواجه موجة اللاسامية التي تجتاح العالم، ولكن دائما وفق أجندته الخاصة، التي أساسها "اكذب كثيراً كي يصدقك الناس أخيراً"
لو حسب نتنياهو خسائره وخسائر إسرائيل جرّاء حربه الشخصية وهروبه الدائم إلى الأمام بالتخطيط لحرب أوسع نطاقا في الإقليم لعلها توفر مخرجا له، لما استمر في اعتماد شعارات مخادعة لهذه الحرب التي لم تحسم بنصره المطلق لا في غزة، ولا في فلسطين، ولا في الإقليم ولا في العالم، ولكن ما الحيلة وكلمة لو ممنوعة من التداول السياسي خصوصاً حين يكون المعني بالأمر واحداً من طراز نتنياهو الذي يشبه من قتل أباه وأمه ليحصل على مكافأة يتيم.