اليوم السبت 23 نوفمبر 2024م
عاجل
  • إطلاق نار من طائرات الاحتلال "الأباتشي" شمال شرق البريج وسط قطاع
إطلاق نار من طائرات الاحتلال "الأباتشي" شمال شرق البريج وسط قطاعالكوفية حالة الطقس اليوم السبتالكوفية جيش الاحتلال يطلق قنابل إنارة بالأجواء الجنوبية لمدينة غزة بالتزامن مع إطلاق نار من آلياته العسكريةالكوفية تطورات اليوم الـ 414 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية الصحة اللبنانية: 4 شهداء و23 مصابا بغارة إسرائيلية عنيفة على منطقة البسطا في بيروتالكوفية دلياني: جرائم إبادة أطفالنا في غزة وصمة عار تُلطخ جبين الإنسانيةالكوفية مصابون جراء غارة إسرائيلية على منطقة البسطة بوسط العاصمة اللبنانية بيروتالكوفية أنباء عن استهداف مركبة بالعاصمة اللبنانية بيروت من قبل مسيرة "إسرائيلية"الكوفية طائرات الاحتلال تشن غارة على مخيم البريج وسط القطاعالكوفية دمار واسع في المباني جراء الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطا في العاصمة بيروتالكوفية دوي 10 انفجارات في أجواء مدينة حيفا بعد رشقة صاروخية من لبنانالكوفية صافرات الإنذار تدوي في مدينة "حيفا" ومحيطها شمال فلسطين المحتلةالكوفية 4 صواريخ على الأقل أطلقت في هجوم جوي إسرائيلي على وسط بيروتالكوفية شهيد ومصابون جراء قصف الاحتلال منزلا لعائلة أبو عاصي بمنطقة الشيخ ناصر شرق مدينة خان يونسالكوفية فيديو | 6 شهداء و24 مصابا جراء قصف الاحتلال منزلا في خان يونسالكوفية مصابون جراء قصف الاحتلال منزلا لعائلة أبو عاصي بمنطقة الشيخ ناصر شرق مدينة خان يونسالكوفية قوات الاحتلال تقتحم مدينة قلقيلية من الحاجز الجنوبيالكوفية قوات الاحتلال تدفع بتعزيزات عسكرية نحو بلدة كفر عبوش جنوب طولكرمالكوفية جيش الاحتلال ينسف مباني سكنية شمال مخيم النصيرات بالقرب من محور نتساريم وسط القطاعالكوفية قوات الاحتلال تنفذ عمليات نسف جديدة في مدينة بيت لاهيا شمالي قطاع غزةالكوفية

قراءة في رواية «المائق» للأديب المقدسي جميل السلحوت

10:10 - 30 إبريل - 2024
وجدان شتيوي
الكوفية:

رواية "المائق للفتيات والفتيان" صدرت مؤخّرا للأديب المقدسيّ جميل السّلحوت، عن مكتبة كلّ شيء الحيفاويّة، وتقع في مئة وخمسين صفحة من القطع المتوسط.

 في تحليل العنوان...المائق لغة يعني الأحمق أو السَّريع البكاء، القليل الحزم والثَّبات، وفي ذلك إشارة لماجد الابن البكر لمسعود شيخ العشيرة، الذي كان يأمل منذ ولادته أن يهيئه للمشيخة من بعده، لكنّ أمله خاب في ذلك حين رأى قدراته تقلّ عن أقرانه منذ صغره، ورغم أنّ زوجته صفيّة ظلّت تنجب كل عام طفلا بناء على توصية والدتها؛ لتعلّق قلب زوجها وتصرفه عن الزّواج بغيرها، لكن ما كانت تخشاه حدث في أحد الأيّام، إذ قرّر الزّواج من امرأة أخرى غريبة من البادية السّورية، لتحسين نسله، رغم أنّ زوجته صفيّة أنجبت بعد ماجد ابنة طبيعيّة القدرات، بل حاذقة الذّكاء، ثمّ ولدا لكنّه لم يكن يضمن أن يكون بذكاء أخته.

وحين أصبح في عمر الزّواج زوّجه هو وشقيقه سلطان بشقيقتين حتّى يواري بذكاء سلطان ما يعيبه بماجد. بعد الزّواج يلتزم ماجد وعروسه البيت، ولا يشارك في المناسبات الاجتماعيّة، فتشكو زوجته لأمّها من التصاقه بها، فتطلب منها أن تستر عليه قائلة: "يكفيك أنّك زوجة لابن الشّيخ مسعود صاحب السّمعة الطّيبة التي تسبقه". ولم يمرّ الكثير من الوقت على زواجه حتّى غضب أبوه يوما من تصرّفاته فصرخ: "ما عدت قادرا على احتمال حماقات هذا الولد، ولن يبقى في ديرتي، فلينصرف حيث يشاء وإلّا سأقتله". ولم تشفع له توسّلات أمّه، أو تثنه عن قراره، وطلب منه أن يغادر وينتحل اسما آخر، وألّا يخبر أحدا عن اسم أبيه أو عشيرته، فترك مضارب عشيرته وهو يبكي كالأطفال، بعد أن طلبت منه أمّه أن يذهب وينام يومين أو ثلاثة في مسجد أريحا حتّى يهدأ أبوه. وفي الطّريق التقى رجلا مسنّا يعيش وحيدا فأخذه ليعيش معه، ويبّدد وحدته، وعرفّه على شيخ القبيلة "سعيفان" الذي تبيّن له انّ ماجد ابن عزّ وشيوخ، فعامله كأبنائه، وهناك صقلت شخصيّة ماجد، وتعلّم الفروسيّة، وتوسّعت مداركه، وتحسّنت قدراته، وشعر برجولته في مجالس الرّجال.

وبعد خمسة عشر عاما عاد ماجد لعشيرته وأهله، لكنّه عاد شخصا آخر، ووجد زوجته سلمى التّي يحبّها في انتظاره، وابنهما صار صبيّا يافعا، فابتهج الجميع وأقيمت الأفراح، وحاز ماجد على لقب المشيخة الذي كان يحلم به أبوه منذ ولادته.

"المائق" رواية اجتماعيّة موجّهة لفئة الفتيان والفتيات، لغتها سلسة بعيدة عن التكلّف والتّعقيد، إنسيابيّة مشوّقة احتوت على العديد من القيم، والعادات العربيّة المتأصّلة من أهمّها:

* إكرام الضّيف والكرم الذي ظهر في الكثير من المواقف كإهداء الشّيخ متعب للشّيخ ماجد فرسا أصيلة عند تأديته فريضة الحجّ، وذبح الشّيخ مسعود الكثير من الذّبائح عند ولادة أولاده وبناته.

‌* أهميّة ومكانة الخيل وخاصّة الأصيل منها عند العرب.

* تيسير المهور والاهتمام بالأخلاق بالدرجة الأولى كما حدث عند خطبة الشّيخ مسعود لابنيه ماجد وسلطان، حين سأل والد الفتاتين عن المهر الذي يطلبه، فأجابه مهر البنات كمهور بناتكم فقدّر الشّيخ مسعود له ذلك، ولأنّه وضع مهر ابنتيه في رقبته حدّد لهنّ مهرا يفوق مهر بناته.

* ردّ المعروف والجميل لأصحابه حين أثنى الشّيخ مسعود على الشّيخ مسعود لاحتضانه ابنه ماجد لسنين، وإحسانه إليه.

* الوفاء بالنّذر الذي ظهر في مواطن عدّة منها وفاء الحاجة زبيدة بنذرها لولادتها ذكرا بتخضيب جدران مسجد مقام النّبي موسى.

* الوفاء كما تجلّى في انتظار سلمى لزوجها ماجد خمسة عشر عاما، وفي رفض ماجد عرض الشّيخ سعيفان بتزويجه وفاء لزوجته سلمى رغم طول فراقهما، إذ كان يحسّ أنّها بانتظاره، وهذا كسرٌ للصّورة النّمطيّة للرّجال في قلّة وفائهم.

 

* قيمة النّصيحة، وبدا ذلك في الثّلاث نصائح التّي قدّمها الشّيخ سعيفان لماجد قبيل مغادرته وعودته لعشيرته التي قال له عنها أنّ النّصيحة منها بمائة رأس من الغنم، وكيف أنقذته تلك النّصائح من المخاطر في رحلة عودته.

كما قدّمت الرّواية الكثير من العبر المستخلصة من أهمّها:

* على العائلة أن تكون سندا لأولادها، وألّا تتخلّى عنهم مهما كان حتّى لا يصيبها النّدم، كما حصل مع الشّيخ مسعود حين ندم على طرده لماجد، وظلّ يبحث عنه.

* إنّ الإنسان كائن قابل للتّغيير والتطوّر إذا وجد البيئة الحاضنة والمحفّزة له، وأنّ قدراته لن يحدّها شيء إذا وجد الاحتواء، في حين سيظلّ مكانه دونما تقدّم إذا ألصقنا به صفات تنقص من قدره وشخصيته

* قد يحتاج الإنسان أحيانا لبيئة جديدة يجد ذاته بها، لكنّه حتما سيحنّ لأهله وبلده مهما ابتعد عنهم، كما تجلّى في قول ماجد للشّيخ سعيفان "البلاد طلبت أهلها".

ومن الجميل في الرّواية ذكر الأماكن الدّينية كمقام النّبيّ موسى، والمسجد الأقصى ومسجد قبّة الصّخرة، وحضور الأمثال الشّعبيّة مثل: "البنات مثل خبيرة المزابل"، "حبل الكذب قصير"، "فرحنا للأقرع حتّى يؤنسنا، كشف عن قرعته وخوّفنا"، "الضّرة مرّة"، "أولاد المجالس غلبوا أولاد المدارس "، "الجود من الموجود"، "كون نسيب ولا تكون قريب"، "إذا كان صاحبك عسل لا تلحسه كله "، "لو صبر القاتل على المقتول مات لحاله"، "النّساء أكثر من الهمّ على القلب".

وفي تقسيم الرّواية إلى فصول قصيرة ما يناسب فئة الفتيان، إذ يساعدهم على متابعة التطوّرات والأحداث بشكل منظّم، كما يساعد في إيجاد نقاط توقّف طبيعيّة للقراءة، وتعزيز التّشويق بوجود توقّفات مثيرة في نهاية كلّ فصل.

بلا شكّ إنّها رواية قيّمة وإثراء للمكتبة الفلسطينيّة، إلى جانب سابقاتها من أعمال الأديب السلحوت.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق