بقيود واسعة على معصميه وقدميه، وجسد هزيل وجمجمة مهشمة وعين لن يصل إليها النور مجددا، تتوسطها ضحكة أمل برؤية أم طال انتظار لقياها، هذا هو حال الطفل الجريح عبد الرحمن الزغل، أثناء وصوله إلى قاعة المحكمة، لمحاكمته على تهم ملفقة، بعد سرقته من مستشفى هداسا واحتجازه في معتقل الرملة.
كانت قد مددت "محكمة الصلح" الأسبوع الماضي توقيف الفتى الجريح صاحب الأربعة عشر عاما، حيث فوجئت عائلته بقرار من المستشفى بنقله من "هداسا" إلى مستشفى "سجن الرملة"، لاستكمال العلاج، مع أن الفتى لا يزال في مراحل العلاج وبحاجة الى متابعة، وكان على السرير في غرفة العناية المكثفة وحصلت العائلة بعد طول اشتياق على تصريح من المحكمة بالدخول لزيارته، إلا أن سرقته سبقت هذا اللقاء، ليكون اللقاء في جلسة الاستئناف لإعادته لاستكمال علاجه في المستشفى.
أصيب الفتى عبد الرحمن الزغل برصاصة في الرأس تسببت له في كسور بالجمجمة، إضافة إلى شظايا بالأطراف السفلية، وتبين مؤخرا إصابته بكسور في الحوض، على أيدي حراس مستوطني بلدة سلوان جنوب المسجد الاقصى المبارك.
بين أروقة لم يسمع عنها عبد الرحمن حتى صدفة، يحاكم اليوم ويعتقل، ويفاوض على علاجه وحياته بعد محاولة قتله ونجاته بأعجوبة، ليصير الطفل المعجزة مكبلا بمحكمة لا تعرف العدل ولا الإنصاف.