- إصابات بقصف الاحتلال مركبة في مدينة صور، جنوب لبنان
- جيش الاحتلال يطلق قنابل دخانية بشكل كثيف غرب مخيم النصيرات
لحزيران مع جنين حكاية مختلفة ففي الثالث من حزيران عام 1948 تمكن أبطال جنين من استعادتها وتحريرها من احتلال العصابات الصهيونية وجنين التي تنتمي اليها عين جالوت صاحبة اعظم المعارك والانتصارات والتي تحقق بها هزيمة المغول وجنين التي صمدت بوجه كليبر وحققت انتصارات عظيمة حتى امر نابليون بحرقها وتدميرها لأنه لم يتمكن من الدخول اليها عنوة وكذا كان حال المستعمرين البريطانيين الذين لم يجدوا بديلا عن هدم وتدمير مناطق بأكملها في جنين ليتمكنوا من المقاومة الفلسطينية وهي نفسها مدينة نيسان 2002 والملحمة البطولي العظيمة التي سطرها ابطال المقاومة فيها وفي صبيحة هذا اليوم السابع عشر من حزيران دقت جنين ثلاثة مسامير جديدة في نعش الاحتلال الذي كما من سبقوه من الغزاة لا يتعلمون من دروس التاريخ وهو من خبر جنين جيدا منذ ثورة القسام حتى صبيحة هذا اليوم.
تفتخر جنين بأسمائها جميعًا التي تنتمي للخير والمقاومة فمن عين الجنائن وسلة الخبز الفلسطيني الى جنين القسام وجنين غراد وجنين عاصمة المقاومة وهي بالتالي تتربع وبحق على عرش المقاومة الفلسطينية ضد الغزاة من كل الاصول ولا يعني ذلك ابدا المصادفة التاريخية المتكررة بل هي حكاية التاريخ المتواصل لمدينة اتسم تاريخها بسمة الصمود والمقاومة في كل شيء حتى الصمود في وجه الطاعون الذي فتك بسكانها جميعا الا امرأة واحدة تلك وهي بالتالي مدينة لا تعرف الخنوع ولا الاستسلام فعلى بواباتها تنتصب قامات الشهداء وعلى بوابتها الغربية مقبرة الشهداء من مخيمها البطل وعلى بوابتها الجنوبية مقبرة الشهداء العراقيين وحكايات عن صمود جنود الجيش الأردني في حرب حزيران 1967 الذين اذاقوا الاحتلال طعم الموت وعلى بوابتها الشرقية تقع قرية المزار التي خاضت بها المقاومة الفلسطينية ابسل معارك تحرير جنين عام 1948 وعلى بوابتها الشمالية تطل نسائم نصر عين جالوت.
اليوم تحاول حكومة الاحتلال مرة اخرى تركيع جنين وتحقيق نصر على المقاومة والغاء صورة البطل عن جنين التي اصبحت نموذجا لكل مقاوم ليس في فلسطين وحدها بل ان الاطفال يغنون باسم جنين وفي المواجهات الشعبية وبلغة شعبية فلسطينية يتم الهتاف باسم جنين لإغاظة الاحتلال واظهار ضعفه ومع كل المحاولات شبه اليومية التي يقوم بها جيش الاحتلال الا ان النتائج دائما تأتي للاحتلال بعكس ما يريد ومع كل شهيد جديد سرايا جديدة من المقاومين والراغبين بالشهادة حتى اصبح صفة المقاوم هي الصفة التي يسعى لحملها كل شاب من جنين وصارت البندقية هي ربطة عنق الشاب الجنيني ومصدر اعتزاه ورمز لقوته وشبابه وهو ما يجعل من جنين مصدرًا حيًا ودائمات لإنتاج المقاومة والمقاومين.
تمامًا كما فعلت جنين مع هولاكو في معركة عين جالوت ومع نابليون في معركة خروبة ومع شارون في معركة مخيم جنين فهي تكرر اليوم ذلك مع بينيت المستوطن الاكثر تطرفا والذي يحاول ترميم صورته وصورة حكومته امام ناخبيه بمحاولة النيل من جنين وتقديم نفسه وجيشه بصورة البطل الذي فعل ما لم يفعله من سبقوه الا ان الحقائق على الارض تأتي بنتائج مختلفة لما يريد فهو يمارس القتل والبطش ليجد امامه تطورا جديدا ومفاجئات جديدة في المقاومة تصنعها جنين ومحاولاته تبييض صورة جيشه بعد هزيمة معركة سيف القدس في ايار 2021 تأتي بنتيجة ان الهروب من جحيم غزة لن يكون الا الى أتون جنين بما عني ان لا مفر امام الاحتلال سوى التسليم باستحالة تركيع الشعوب واذلالها وان جنين ستبقى تصنع النصر ضد كل محتل كما كانت صورتها وتبقى.