خاص: قال الكاتب والمحلل السياسي ذو الفقار سويرجو، إن المؤشرات الميدانية في الضفة الفلسطينية والقدس، تنذر بقرب الانفجار في وجه الاحتلال، نتيجة استمرار السياسات القمعية تجاه المواطنين، وذلك من خلال استمرار الإعدامات الميدانية على الحواجز العسكرية، ناهيك عن تزايد جرائم الاحتلال، من عربدة المستوطنين والاقتحامات للمسجد الأقصى ومصادرة البيوت ومحاولات الاستيلاء عليها في القدس، واستمرار الاستعمار الاستيطاني الإحلالي في الأراضي الفلسطينية.
وأضاف، خلال لقائه ببرنامج «حوار الليلة» على قناة «الكوفية»، أن استمرار حصار الاحتلال للقطاع وغياب الأفق السياسي لحل القضية الفلسطينية من جانب الإدارة الأمريكية وعدم فتح القنصلية الأمريكية بالقدس وفتح مكاتب منظمة التحرير في واشنطن كلها أسباب تنذر بتفجر الأوضاع في الاراضي الفلسطينية.
وأوضح، أن الجولات المكوكية التي تقوم بها دولة الاحتلال وأجهزتها الاستخباراتية من زيارات إلى واشنطن ودول عربية وإقليمية، وآخرها نية وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي زيارة رام الله للقاء الرئيس عباس، من أجل تهدئة الأوضاع وعدم تفجرها، تأتي ضمن سياسة الاحتلال لاحتواء أي تصعيد محتمل ذلك مع قرب حلول شهر رمضان المبارك وقيام المستوطنين بالاحتفال بعيد المساخر اليهودي من خلال اقتحامات متكررة للمسجد الأقصى، مشيرا إلى أن الفصائل الفلسطينية وجهت رسالة للاحتلال نحذره خلالها من مغبة الاستمرار في الممارسات الاستفزازية بحق المسجد الأقصى.
وتابع، أن الفصائل مستعدة لجولة قتال ستكون أكثر عنفا من معركة سيف القدس، وخاصة أن المرحلة الحالية ستكون أكثر عنفا وتأثيرا على الكيان في ظل حالة الضعف التي تعاني منها السلطة الفلسطينية وذلك من عدم القدرة على السيطرة على بعض المدن في الضفة الفلسطينية.
وأشار إلى أن إسرائيل تستخدم سياسة الأكاذيب وتسويقها إعلاميها، حول منح العديد من التسهيلات للمواطنين في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة، مضيفا أن إسرائيل قامت مؤخرا بتجميد العديد من التصاريح وسحبها، ناهيك عن مماطلة الاحتلال في تنفيذ التفاهمات مع الفصائل الفلسطينية التي أبرمت في مايو/أيار الماضي.
ومن جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي فراس ياغي، إن الأوضاع الميدانية تنذر بتفجر الوضع الأمني مع الاحتلال، وذلك بسبب استمرار سياسات إسرائيل العنصرية في سلوان وجبل المكبر والشيخ جراح والانتهاكات مستمرة، ناهيك عن تصاعد عمليات المقاومة في جنين ونابلس تجاه الاحتلال، وعدم القدرة على السيطرة على الأوضاع الميدانية هناك، مضيفا بأن الوضع الأمني سيتصاعد مع قرب حلول شهر رمضان المبارك بالتزامن مع عيد الفصح والمساخر اليهودي، مشيرا إلى أن دعوات اليمين الإسرائيلي لتنظيم مسيرات مستفزة للفلسطينيين في القدس كلها عوامل تنذر بتفجر الأوضاع، ولذلك فإن رئيس أركان جيش الاحتلال دعا إلى الاستنفار تحسبا لبوادر التصعيد الميداني والعمل على تقديم سلسلة من التسهيلات للفلسطينيين.
وأشار إلى أن إرهاصات الحرب الروسية الأوكرانية أثرت على المجتمع الدولي وسياسة الولايات المتحدة الأمريكية في استخدام سياسة ازدواجية المعايير تجاه القضية الفلسطينية، مضيفا أن القوى العالمية ودولة الاحتلال ستكون أمام مرحلة جديدة تعمل على صياغة بناء التحالفات الاقليمية والدولية في العالم.
وفي ذات السياق، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية حلمي الأعرج، إن الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده، هو من يحدد عوامل المقاومة لمواجهة الاحتلال وجرائم مستوطنيه، خاصة في ظل تصاعد عمليات القتل الممنهج واستمرار سياسة الاعتقال ومصادرة البيوت وتعزيز الاستيطان من قبل جيش الاحتلال، معتبرا أن هذه العوامل تأخذ الأوضاع نحو الانفجار في الأراضي الفلسطينية.
وأضاف، أن الاحتلال يسعى لتهدئة الأوضاع من خلال تقديم التسهيلات للمواطنين في الضفة والقطاع من أجل تهدئة الأوضاع، وذلك من خلال السماح بالصلاة لما فوق سن 50 عاما واصدار عدة تصاريح للعمال في الداخل المحتل في سياسة إسرائيلية لتذويب الصراع نحو الحل الاقتصادي.
وأشار إلى أن اللقاءات الفلسطينية الإسرائيلية تأتي في إطار عدم تدهور الأوضاع الميدانية في الضفة وذلك من خلال تقديم بعض التسهيلات للسلطة مثل لم الشمل للعائلات الفلسطينية وزيادة عدد تصاريح العمل في الداخل المحتل وتخفيف وتيرة الاحتكاك مع الفلسطينيين، معتبرا هذه اللقاءات غير مجدية ولا تعبر عن حالة الإجماع الوطني.
وتابع، أن الاحتلال لا يلتزم بأي اتفاقات أو تعهدات سياسية، في إشارة إلى مستقبل التهدئة مع المقاومة، وأن المقاومة لا يمكنها أن تلتزم أمام استمرار كل الجرائم الإسرائيلية والتنكر لكل التفاهمات المتعلقة برفع الحصار عن القطاع وإعادة الإعمار وغيرها من القضايا العالقة.