خاص: قال أستاذ العلوم السياسية أيمن شاهين، إن موازين القوى هي التي تتحكم في العلاقات بين الدول وليس عمل المنظمات الدولية، معتبرا أن سياسات الدول تقوم وفق سياسات المصالح وتعزيز معادلة القوة.
وأشار شاهين خلال لقائه ببرنامج «حوار الليلة» على قناة «الكوفية»، إلى أن الأمم المتحدة في الأساس هي عبارة عن تجمع دولي كبير يقوم على قوة الدول فيما بينها، موضحا أن أمريكا وألبانيا تقدمتا بمشروع قرار لإدانة الحرب الروسية الأوكرانية في مجلس الأمن، إلا أنها فشلت في تمرير القرار بسبب استخدام حق النقض «فيتو»، كون الدول تقيس سياساتها الخارجية وفق مصالحها .
وأضاف، أن موازين القوى في العالم ليست لصالح الشعب الفلسطيني وإنصافه في الحصول على حقوقه السياسية، لأن العالم الآن يحكمه نظام أحادي القطبية تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية، وبذلك لا يتم العمل بشكل جدي من قبل شعوب العالم لصالح حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وقيام دولته المستقلة.
وطالب شاهين، شعوب العالم بالضغط على حكوماتهم من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية الصادرة عن الجمعية العامة ومجلس الأمن، مشيرا إلى أنه لا يعقل أن يطالب العالم بوقف الهجوم الروسي على أوكرانيا، وفي نفس الوقت تمارس إسرائيل يوميا انتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني منذ أكثر من سبعين عاما، داعيا العالم لجم الاحتلال ومخططاته العنصرية التي تستهدف الشعب الفلسطيني .
ودعا شاهين، إلى ضرورة توحيد الموقف الفلسطيني والاستفادة من التحولات الدولية والتحالفات والتغيير في موازين القوى لصالح قضيتنا الوطنية.
ومن جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي منذر حوارات، إن المجتمع الدولي تحكمه موازين القوى وليس العدالة الدولية في إدانة أي احتلال أو اعتداء على أي دولة، معتبرا أن مجلس الأمن قائم على أساس معادلة القوة وفرض الإرادة الدولية على الدول الضعيفة لتحقيق مصالحها ونفوذها في العالم فقط، مضيفا أن العالم أصلا قائم على تجسيد العنصرية وهيمنة دول كبرى على الأمم المتحدة، وذلك من حيث فرض العقوبات الاقتصادية على روسيا وسياسة الاصطفاف الدولي لوقف الهجوم الروسي، معتبرا أن موازين القوى ليست لصالح الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة التي كفلها القانون الدولي.
وأضاف، أن فكرة قيام إسرائيل بالنسبة للمجتمع الدولي فكرة توراتية، لذلك تجد أن بعض دول العالم تعمل على وصف المقاومة بالإرهاب وذلك من خلال روايات تاريخية مزيفة، تزعم أن لليهود حقًا في أرض فلسطين، ليتعامل المجتمع الدولي مع إسرائيل على اعتبار أن الشعب الفلسطيني هو من جاء إلى وفلسطين وليس العكس .
وفي ذات السياق قال المتحدث السابق باسم الأمم المتحدة عبد الحميد صيام، إن الأمم المتحدة قائمة على مبدأ سيطرة الدول الكبرى والعظمى عليها وذلك جاء بعد الحرب العالمية الثانية وذلك من خلال تزعم خمس دول كبرى، لهذا ترى أن هذه الدول تفتعل الأزمات الدولية والحروب مثلا الحرب الروسية تجاه أفغانستان والحرب الأمريكية تجاه العراق وغيرها من ملامح التدخل الدولي السافر.
وطالب صيام، بضرورة توحيد الموقف الفلسطيني وبناء برنامج نضالي موحد من أجل الضغط على المجتمع الدولي لإنصاف الحقوق السياسية للشعب الفلسطيني، مشيرا إلى ضرورة استغلال الحرب الروسية الأوكرانية بما يخدم قرارات الشرعية الدولية التي تنصف الشعب الفلسطيني وتطالبه بتنفيذ كل القرارات التي تكون في صالح مشروعنا الوطني، داعيا إلى ضرورة التسلح بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة في ذلك، أملا في أن يذهب العالم نحو تغيير في موازين القوى التي تكون لصالح قضيتنا الوطنية.