قال أستاذ العلوم السياسية سعيد زيداني، إن معدلات الهجرة اليهودية إلى دولة الاحتلال تزايدت خلال العقد الأخير، حيث أشارت الإحصاءات الصادرة عن الوكالة اليهودية إلى استقدام 20 ألف يهودي سنويا، وذلك بهدف تعزيز الوجود اليهودي على حساب الوجود الفلسطيني والعربي في الداخل المحتل، مشيرا إلى أنه في المقابل، تم رصد مغادرة آلاف اليهود من إسرائيل إلى أستراليا وأمريكا وفرنسا ودول أوروبية أخرى .
وأضاف، خلال لقائه ببرنامج «حوار الليلة» على قناة «الكوفية»، أن حكومة الاحتلال تحاول بكل الوسائل استجلاب اليهود من كندا وأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية إلى الداخل المحتل، وذلك من خلال عرض الكثير من الامتيازات للعيش داخل إسرائيل، إلا أن كل المحاولات تفشل في استقطابهم ولا يمكن أن نرى ما حصل في الهجرة الجماعية لليهود بين عامي 1989 و1990 بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
وأشار إلى أن الرهان على الصراعات والتحولات الداخلية الإسرائيلية، والتي تتمثل في صراعات بين اليهود الغربيين والشرقيين والاشكيناز والمتدينين وغيرهم لم تكن في صالح الفلسطينيين، إذ أن الصراع الحقيقي هو ضرب الوجود الفلسطيني في الداخل والأراضي الفلسطينية المحتلة من خلال فرض سياسات وقوانين عنصرية.
وطالب، بضرورة تعزير الوجود الفلسطيني في الداخل لمواجهة كل القرارات العنصرية وسياسات حكومة الاحتلال الرامية لمحاولات طرد الفلسطينيين وتجسيد دولة الفصل العنصري في إسرائيل، كما وصفتها منظمة العفو الدولية في تقريرها الأخير.
وفي ذات السياق، قال رئيس الحزب الديمقراطي العربي طلب الصانع، إن استقطاب اليهود إلى الأراضي الفلسطينية جزء لا يتجزأ من سياسة دولة الاحتلال منذ نشأتها، وإن العمل على زيادة الهجرة اليهودية سنويا هدفه تغيير الوضع الديمغرافي في الداخل المحتل لصالح اليهود، مشيرا إلى أن إسرائيل تعتبر الحركة الصهيونية أخطأت عندما بقي في الداخل المحتل 150 ألف فلسطيني خلال النكبة الفلسطينية عام 1948، وتضاعف العدد تتضاعف 1.5 مليون فلسطيني.
وأضاف، أن إسرائيل تعاني من عدة مشاكل لاستقطاب اليهود إليها أبرزها الهجرة العكسية أو المضادة، ناهيك عن أن أكثر من 50 % من اليهود غير مجندين في جيش الاحتلال ولا يرغبون في ذلك، وحصول العديد من اليهود على جواز سفر آخر غير الجواز الإسرائيلي، كلها عوامل تؤثر سلبا على الهجرة اليهودية إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأشار إلى أن المعادلة الإسرائيلية لاستقطاب اليهود تتمثل في صعود اليمن الإسرائيلي والعمل على استجلاب العديد من اليهود للعيش داخل المستوطنات وتقديم كل الإمكانيات للعيش هناك، والعمل على تقديم الامتيازات في المدارس والأحزاب الدينية لاستقطاب اليهود من مختلف دول العالم وحثهم على التكاثر لتغيير الوضع الديمغرافي.
وتابع، أن حكومة الاحتلال تستغل الأزمة الأوكرانية لجلب المزيد من اليهود الأوكرانيين إليها مستغلة الحرب والوضع الاقتصادي المتردي، مقارنة مع دخل الفرد في إسرائيل، وذلك من خلال عرض الامتيازات الكبيرة للعيش هناك، لكن في المقابل اليهود الأوكرانيون يرغبون أن تنضم أوكرانيا للدول الاتحاد الأوروبي وهو ما يجعل من الصعب على الاحتلال استقدام يهود الخارج في تلك الحالة، حيث سيتمتعون بامتيازات أخرى حال انضمام بلادهم للاتحاد الأوروبي ولا يصبحون بحاجة لامتيازات التي تقدمها دولة الاحتلال .
وبدوره علق الكاتب والمحلل السياسي حمادة فراعنة، بالقول، إن المعادلة التي قامت عليها دولة الاحتلال تتمثل على قاعدة الأرض والبشر، ورغم الإمكانات الإسرائيلية التي تقدم من أجل استقطاب اليهود، لم تنجح تلك المحاولات في اقتلاع الشعب العربي الفلسطيني في الداخل، موضحا أن إسرائيل تستغل الأزمات الدولية في إشارة إلى الحرب الأوكرانية الروسية لصالحها لاستقطاب اليهود من كل دول العالم وخاصة الأوربي منها، مثلما استغلت أزمات أخرى يابقة في فرنسا وإثيوبيا، لأن عقيدة الاحتلال تعتبر اليهود في كل مكان بالعالم جزءًا من دولة إسرائيل.
واختتم حديثه بالقول، إن الرهان الوحيد الرابح هو ثبات الفلسطيني على أرضه في مواجهة الاستعمار والاستيطان الإحلالي، وذلك من خلال الصمود في النقب والقرى المهددة بالهدم مثل العراقيب وغيرها.