قال المختص فى الشأن الإسرائيلي، فتحي بوزية، إن حكومة الاحتلال الحالية تقف على يمين حكومة نتنياهو، واصفا هذه الحكومة بالأكثر تطرفا، معتبرا أن بينيت أحد أبرز قادة المستوطنين في الأراضي الفلسطينية.
وأضاف، بوزية خلال لقائه ببرنامج «حوار الليلة» على قناة «الكوفية»، أن هذه الحكومة لا تريد أن تضيع فرصة من أجل تعزيز الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية للحفاظ على بقائها فى الحكم.
وأوضح، أن حكومة الاحتلال سمحت بعودة المستوطنين إلى مستوطنة جبل صبيح، مستفيدة من الموقف الدولي الضغيف وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، ناهيك عن ضغف الموقف الفلسطيني لمواجهة مخططات الاحتلال الاستيطانية، مطالبا بضرورة العمل على توحيد الجبهة الفلسطينية الداخلية لمواجهة التحديات الإسرائيلية تجاه القضية الفلسطينية.
وأشار، إلى أن بينيت أكثر تطرفا من نتنياهو ويريد أن يبقي في الحكم على حساب الحقوق والمصالح الفلسطينية ، مضيفا ان حكومة الاحتلال تحاول لفرض سيطرتها على الأحياء العربية من خلال سياسة هدم المنازل وعدم منح تراخيص للبناء وسياسة الاستيلاء على منازل المقدسيين، من أجل تفريغ المدينة من سكانها وتجسيد القدس عاصمة موحدة إلى دولة الاحتلال، وأن حكومة الاحتلال الحالية ضغيفة وتعاني من شلل سياسي فى تركيبتها التى تجمع بين أقصي اليمين وأقصي اليسار، وأن بينيت يخشي من إسقاط الحكومة، لذا فإنه يعمل على تعزيزالاستيطان لحشد المستوطنين لصالحه.
وأوضح، أن جميع الأحزاب الإسرائيلية تبحث عن مصالحها وبقائها فى الحكم، ناهيك عن ضعف الموقف الدولي والأوروبي والعربي المتمثل في الضغط على حكومة الاحتلال لوقف نشاطها الاستيطاني فى الأراضي الفلسطينية، وأن الموقف الفلسطيني ضغيف فى ظل الانقسام وانعدام الرؤية الوطنية الجامعة بين القوي الفلسطينية لضغط على الاحتلال دوليا وأوربيا وعربيا لوقف نشاطاته الاستيطانية التى تهدد حل الدولتين، معتبرا أنه لا أهمية من عقد جلسة المجلس المركزي دون توافق وطني .
وفى ذات السياق، قال عضو لجنة الدفاع عن القدس فخري أبودياب، أن الاستيطان يعتبر من أهم ركائز بقاء الحكومة الحالية، التي تسعى من خلاله إلى فصل مدينة القدس عن محيطها وعمقها الفلسطيني فى الضفة الفلسطينية والداخل المحتل، ناهيك عن فصل بعض الأحياء العربية مثل بيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا عن القدس، مشيرا إلى أن الاحتلال يسعي إلى تغيير الوضع الديمغرافي في المدينة المقدسة لصالح المستوطنين وخنق التجمعات السكانية الفلسطينية والعمل على ضم القدس بشرقها وغربها إلى دولة الاحتلال، مستخدما سياسة فرض الوقائع على الأرض فى حال تم استئناف المفاوضات بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي .
وأضاف أبو دياب، أن الاحتلال يريد أن يحسم موضوع القدس مستغلا الكثير من الصراعات الدولية والإقليمية لصالحه، وذلك من خلال تكثيف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، مؤكدا أن هناك إجماعا إسرائيليا كاملا في هذا الجانب .
وأشار أبو دياب، إلى أن الأحزاب الإسرائيلية ضغيفة وتبحث عن مصالحها السياسية من أجل بقائها فى الحكم، ولا يجرؤ حزب إسرائيلي واحد على إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه السياسية أو المطالبة بوقف الاستيطان .
وعلق أبودياب، على مشروع الدولة الواحدة الذي ينادي بها البعض فلسطينيا وإسرائيليا ، معتبرا أن إسرائيل لا يمكن أن تقبل بالدولة الواحدة بعد تلاشي مشروع حل الدولتين فى ظل تعاظم وتعزيز الاستيطان فى الأراضي الفلسطينية.
وطالب أبودياب، بضرورة تكثيف الاشتباك السياسي مع دولة الاحتلال فى المحافل الدولية من أجل الضغط على حكومة الاحتلال من وقف نشاطها الاستيطاني، ولفت إلى أن الاحتلال يستغل ضعف الموقف الفلسطيني الرسمي إزاء كبح جماح الاحتلال ومخططاته الاستيطانية ذلك من خلال بيانات الشجب والاستنكار، مطالبا السلطة الفلسطينية بالضغط على حكومة الاحتلال والمجتمع الدولي لوقف الممارسات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
وتابع، انه لا بد من بناء استراتجية فلسطينية موحدة والعمل فلسطينيا على الاتفاق على برنامج وطني كامل بين كافة القوي الفصائل الفلسطينية لمواجهة التغول الاستيطاني فى الأراضي الفلسطينية.
واعتبر أبو دياب ، أن اجتماع المجلس المركزي المزمع عقده فى رام الله ، ليس له أهمية فى ظل استمرار الانقسام وتشتت الموقف الفلسطيني.