القاهرة: أكد الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات، ضرورة توسيع الحوار الشامل ليضم كافة الفصائل، مشيرًا إلى أن الاجتماعات الثنائية والثلاثية تمهيدًا لإجراء الحوار الوطني مجرد رفع عتب.
وقال عبيدات خلال برنامج "حوار الليلة" الذي يبث عبر شاشة "الكوفية"، " يدعو الرئيس عباس لحوار وطني شامل في ظل الإجراءات التعسفية التي يتخذها بحق الشعب الفلسطيني وقطعه لمخصصات 3 قوى فصائلية الجبهتين وحزب الشعب"، لافتًا إلى أن حركتي الجهاد الإسلامي وحماس قاطعت اجتماعات المجلس المركزي.
وأضاف، " لا يوجد شرعية للرئيس عباس، ولا للمجلس التشريعي، ومنظمة التحرير مغيبة"، منوهًا إلى أن المجلس الوطني الفلسطيني لم يعقد سوى 3 مرات منذ إنشاءه.
وتابع، " السلطة الفلسطينية غير جادة في إجراء حوار وطني شامل، وما تفعله إرضاء للمجتمع الدولي ومحاولة للحصول على تمويل"، مؤكدًا أن الرئيس عباس يتخذ قراراته بمعزل عن الكل الفلسطيني.
وأشار عبيدات إلى أن الأفق السياسي في ظل إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" مسدود، منوهًا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "نفتالي بينيت" يرفض المفاوضات وحل الدولتين.
وفيما يتعلق بإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس المحتلة، أشار عبيدات إلى أن الولايات المتحدة تنتظر موافق إسرائيلية عليها، مشددًا على أن رهانات السلطة الفلسطينية على الإدارة الأمريكية وحكومة الاحتلال خاسرة.
وعن التنسيق الأمني مع الاحتلال، قال، "السلطة تنسق مع الاحتلال لتضمن بقاءها، والسلطة عبارة عن مشروع استثماري لخدمة مصالحها، فالمشروع الوطني يحتاج إلى مشاركة الكل وعدم التفرد بالقرارات".
ولفت إلى أن الساحة الفلسطينية تعيش أزمة واحتقان شعبي، بسبب القيادة التي أدخلتها في أزمات متلاحقة على كافة المستويات، مطالبًا بوقف تغول السلطة الفلسطينية على صلاحيات منظمة التحرير، والكف عن تحويلها لخدمة مصالحها وأهدافها وتوظيفها لتمرير قراراتها.
ومن جانبه، قال عضو التجمع الديمقراطي عمر عساف، إن " السلطة الفلسطينية تستخدم المنطق الاستخدامي، بمعنى أن الرئيس عباس وفريقه يقومون باستخدام أي أمر من أجل شراء مزيدًا من الوقت".
وأوضح، " الرئيس عباس يتفرد بالقرارات ولا يستشير، واتخذ قرارًا أحاديًا بعدم إجراءات الانتخابات العامة، وقرر إجراءات انتخابات محلية دون أي مشاورات"، لافتًا إلى أن السلطة تمر في مأزق كبير وأزمة اقتصادية.
ولفت إلى أن السلطة متقاعسة في حين أن الاحتلال يوسع الاستيطان، ويضاعف انتهاكاته في مدينة القدس المحتلة، مؤكدًا أن الرئيس ماض في اتخاذ قرارات متفردة ويستجيب للقرارات التي اتخذتها منظمة التحرير، متبعًا طريقة باتت مكررة.
وأكد عساف أن دعوة الرئيس لإجراء حوار وطني شامل، هدفها الالتفاف على القضايا الداخلية من أوضاع اقتصادية وسياسية متردية، وتمرير ما يريد من قرارات، قائلًا، "اجتماع المجلس المركزي الذي ينوى عقده الرئيس، يهدف لإنهاء دور المجلس الوطني، وترميم اللجنة التنفيذية وتقديمها للعالم على أنها انتخابات جديدة".
وعن تصريح للرئيس عباس، حول تطبيق خطوات بناء الثقة مع الاحتلال ثم البدء بمسار سياسي وفق رؤية حل الدولتين، وتأكيده على عدم اللجوء للعنف إطلاقًا، قال عساف، "الرئيس عباس يتخبط، ويبيع وهمًا ويشترى وقتًا، وتصريحاته متناقضة".
وأضاف، " الرئيس عباس يريد مقاومة شعبية سلمية، ورأيًا دوليًا في حين أن تصريحاته لن تجد لها طريقًا على أرض الواقع، أمام توسيع الاستيطان وتهويد القدس ووصف الاحتلال المنظمات الفلسطينية بالإرهابية".
وتابع، " الرئيس بحاجة إلى بناء الثقة مع شعبه، وليس مع الاحتلال، وعليه أن يعتذر من الشعب ويعترف بالفشل على مدار 3 عقود"، مطالبًا الرئيس عباس بتغيير استراتيجيته المتبعة مع الاحتلال، وإعادة بناء النظام السياسي وتجديد القيادة الفلسطينية.