اليوم الاحد 06 أكتوبر 2024م
صور وفيديو|| تطورات اليوم الـ 366 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية بالصور والفيديو|| مقتل مجندة وإصابة 17 اخرين في عملية إطلاق نار في بئر السبعالكوفية مراسلتنا: صافرات الإنذار تدوي في الجليل الأعلىالكوفية إصابتان خلال مواجهات مع الاحتلال في بيت فوريك شرق نابلسالكوفية "نقابة الصحفيين" تفتتح مركز التضامن الإعلامي بدير البلحالكوفية الأمم المتحدة: آلاف النساء يواجهن مخاطر صحية تهدد حياتهن في قطاع غزةالكوفية الهلال الأحمر: إصابتان بالرصاص الحي بالقدم خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في بلدة بيت فوريك شرق نابلسالكوفية لجنة بالكنيست الإسرائيلي تصادق على مشروع قانون ضد "الأونروا"الكوفية الأوقاف: الاحتلال دمَّر 611 مسجدا بشكل كلي في قطاع غزة واقتحم الأقصى 262 مرةالكوفية صافرات الإنذار تدوي "راموت نفتالي" في إصبع الجليلالكوفية مراسلنا: دوي انفجارات ضخمة ومتتالية في مخيم النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية مراسلتنا: صافرات إنذار تدوي في 14 مستوطنة بالجليل الأعلىالكوفية الاحتلال يغلق مدخل قرية بزاريا بالسواتر الترابيةالكوفية الإعلان عن أسماء 15 شهيدا من أسرى غزة داخل معتقلات الاحتلالالكوفية مراسلنا: إصابات جراء استهداف الاحتلال لدراجة نارية في منطقة مصبح شمال مدينة رفحالكوفية الاحتلال: منفذ العملية في بئر السبع من سكان النقب ويحمل الجنسية الإسرائيليةالكوفية شرطة الاحتلال: الحدث في المحطة المركزية في بئر السبع انتهىالكوفية إذاعة جيش الاحتلال: منفذ العملية في بئر السبع من قرية حورة في النقبالكوفية 11 إصابة بقصف للاحتلال استهدف نازحين في مخيمي النصيرات وجبالياالكوفية مصر تدين مجزرة الاحتلال في دير البلح وسط القطاعالكوفية

" في النسخة المعدلة من الخطاب "

21:21 - 25 سبتمبر - 2021
عدلي صادق
الكوفية:

أثناءَ حضورِ كاتبِ هذه السطورِ، مأتماً في الريفِ المصريِّ، قبلَ ساعاتٍ ؛ سَمعَ بنفسهِ اعتراضَ فريقٍ من الشبابِ المتعلمينَ، على دمجِ صوتِ الميكرفونِ أثناءَ تجويدِ المقرئِ، ببرنامجِ صوتٍ آخَرَ، يُسمعُ في صدى التلاوةِ، فيتهللُ مستحسناً مخارجَ الألفاظِ على لسانِ القارئِ الحافظ. وتلك من مستحدثَاتِ التجويدِ في مجالسِ العزاء. فما أنْ يختمَ القارئُ كلَّ آيةٍ، من قصارِ السورِ التي يحفظُها الجميعُ، حتى تُسمعَ ـ عاليةً ـ تهليلاتُ الاستحسانِ، معَ خاتمتِها: الله يفتحْ عليك يا مولانا»! الشبابُ يقولون، إن المستمعينَ، لم يُفاجأوا بكلامِ الله. فهم يعرفونهُ، فلماذا التهللُ إذاً؟ وبعضُ هؤلاء، رأى أنّ دمجَ صوتِ التلاوةِ، بصوتٍ آخَرَ مسجَّلٍ، فيه مساسٌ بهيبةِ القرآنِ أو بوجوبِ الإنصاتِ له بوقارٍ، فيه بدعةٌ! في كلامِ الدنيا والسياسةِ، ليس هناك جديدٌ في خطابِ رئِيسِ السلطةِ الفلسطينيّة. ربما هناك بعضُ إعادةِ التوزيعِ للأفكارِ، وإدخالُ القليلِ من الجُملِ الجديدةِ. أما في الجوهرِ، فإنّ النصَّ هو نفسُهُ الذي سُمعَ على مرِّ عشرِ سنوات. ولا يختلفُ اثنانِ فلسطينيّانِ، على أنّ كلامَ عباس، عندما يَقرأُ من نصٍ مكتوبٍ، يختلفُ تماماً عن كلامهِ عندما يرتجلُ، مثلما يختلفُ تماماً عندما يقرِّر. فالاستقلالُ الوطنيُ الذي يتوخاهُ النصُّ، يتطلبُ سلوكاً في الحكمِ مغايراً تماماً لِمَا يقرِّرُه الرجلُ وينامُ ويقومُ عليه. لكنّ النطقَ الأجدرَ بالاستنكارِ، هو ما صرّحَ به جلعاد إردان، سفيرُ إسرائِيل لدى الأممِ المتحدةِ، لا سيما إشارتَهُ إلى نتيجةِ استطلاعٍ فلسطينيٍّ، أفادتْ بأنَّ تسعةً وسبعين في المائَةِ من الفلسطينيّينَ يريدون من عباس أنْ يستقيل. فهذا المأفونُ إردان، أرادَ توظيفَ النتيجةِ في السياقِ المعاكسِ، وكأنّ الفلسطينيّينَ الذين يرغبون في استقالةِ عباس، قد أعربوا عن هذا الرأيِ، ترضيةً لدولةِ الاحتلالِ الإجراميِّ، وليس لضعفِ وعوارِ سياساتِهِ الداخليةِ، التي أصبحتْ جزءاً أساسياً من أسبابِ ترهلِ الكيانِ الوطنيِ وإحباطِ الشعبِ. وفي إشارةِ سفيرِ الدولةِ المارقةِ، ترتسمُ إحدى اللقطاتِ المألوفةِ في لغةِ إسرائِيل، عندما تكذبُ وتستغلُ الثغراتِ في الوضعِ الفلسطينيِّ، وتتعمدُ الإسهامَ في محاصرةِ المسؤولِ الفلسطينيِّ، وتعريةِ مواقفِ مَنْ يعارضون أخطاءَهُ! حاولَ إردان، المطابقةَ بينَ ما قاله عباس، عن ضرورةِ جلاءِ الاحتلالِ، ومطالبتهِ بمقاضاةِ بريطانيا بسببِ جريمةِ وعْدِ بلفور. ذلك علماً بأنّ كلَّ وثائِقِ التاريخِ، تدلُّ بشكلٍ قاطعٍ، على أنّ الأداءَ البريطانيَ الاستعماريَ، كان يخالفُ وعْدَ بلفور نفسِهِ، ويتجاوزُهُ إلى الأسوأِ، ما يجعلُ تصريحَ بلفور الظالمِ، أقلَّ سوءاً من تطبيقاتِهِ البريطانية. وكان إردان، في الإعرابِ عن تطيُّرِهِ مما سمّاهُ «تهديدَ» عباس باللجوءِ إلى محكمةِ العدلِ الدوليّةِ، يخادعُ مثلما يخادعُ قادتُهُ ويستخدمون بروباغندا تضخيمِ المخاطرِ الكاذبةِ، بينما إردان يعرفُ أنّ المحاكمَ الدوليّةَ، ليست ذاتَ أحكامٍ نافذةٍ، وهي نفسُها سواءٌ كانت جنائِيةً أو تحكيميةً، لم ولن تبتَّ في جوهرِ المظلوميةِ الفلسطينيّة. ويعرفُ هو أيضاً، أنّ ما يسميه «التهديدَ» ليس إلا تنويعاً في النصِّ، بالنسبةِ لعباس، وتلويحاً بما ليس فيه جدوى. عباس، ضمنَ الفقراتِ المتكررةِ، كان محقاً في الإشارةِ إلى أنّ سياساتِ المجتمعِ الدوليِّ، فشلتْ في محاسبةِ إسرائِيل. ولكونِ مثلِ هذه الفقراتِ قد تكررتْ مراراً ؛ كان من واجبِ عباس، خلالَ سنواتِ التكرارِ، أن يثابرَ على تأسيسِ وضعٍ فلسطينيٍّ، سياسيٍ واقتصاديٍ واجتماعيٍ، يقاومُ الأمرَ الواقعَ الذي تفرضُه إسرائِيل. وهذا هو شرطُ إنهاضِ المجتمعِ الدوليِّ، للإسهامِ في محاصرةِ سياساتِها. فما جرى، عندما نأخذُ ما حدَثَ مؤخراً كمثالٍ، أنّ حسين الشيخ أحدَ أهمِّ عناصرِ المجموعةِ الصغيرةِ المتنفذةِ معَ عباس، أعلَنَ على الملأِ وعلى مسمَعِ العالَمِ، عندَ محاولتِهِ تصفيرَ مشكلةِ احتباسِ الأموالِ الفلسطينيّةِ ؛ أنّه لا مشكلةَ معَ إسرائِيل وأنّ الأمورَ عادتْ إلى سياقِها الطبِّيعي. فما الذي يجعلُ المجتمعَ الدوليَّ يصبرُ أو يتقبلُ انتهاكاتِ إسرائِيل، إنْ كانَ ممثِّلُو الطرفِ المنتهكةِ حقوقُهُ، يعلنونَ عن الرضا، ويستمرون في التنسيقِ الأمنيِ معَ الاحتلالِ؟! لولا أنّ جلعاد إردان نطَقَ كُفراً، لَمَا كنَّا استشعرنا الرغبةَ في التعقيبِ على خطابِ عباس المكرَّرِ، الذي لم يكنْ له في كلِّ مرةٍ، ما بعدَهُ من الإصلاحِ والتصحيح. أما المتهللون لمنطوقِ الخطابِ، وهم يعرفون فحواهُ قبلَ أن يُسمعَ، وكأنهم فوجئِوا بجماليّاتِه ؛ فهؤلاء من ندماءِ النغمِ، الذين يتغاضَوْنَ عن كلِّ الرزايا، ويكتفون بالسماع.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق