زراعة القمح تعدّ من التراث الفلسطيني الذي لا يمكن الاستغناء عنه، ويورث عن الأجداد، ويشكل أيضًا موردًا اقتصاديًا مهما للمناطق الريفية.
والحصيدة عملٌ شاق يحتاج إلى جهد بدني عالٍ؛ لأن الحاصد يقضي نحو 5ساعات حانيًا ظهره لحصد سنابل القمح وتكويمها، ومن ثم ربطها بحبال قبل حملها ووضعها على هيئة كومة كبيرة، ليتم درسها وفصل حبات القمح عن أعواد التبن.
ويذكر أن القمح في فلسطين من المواسم التي لها طابع من التميز وله تقاليد من خلال الاغاني الشعبية وعادات وتقاليد.
وكانت أغلب الأسر قديمًا ممتدة، وتؤدي فيها الجماعة أغان معروفه ذات نغمه تحث علي العمل والسرعة في الإنجاز مثل، " أنا خيال المنجل خيال الزرع -منجلي يازمن جلاه راح الحاد جلاه"، وكان الموسم يتميز بأنواع متعددة من الغذاء الذي يمد الحصادين بالطاقة متل المهلبية نشا وحليب والمقيقه عصارة تمار الخروب والخضروات مع الحليب.
وكان موسم الحصاد يعكس حالة المجتمع المتآلف في ظاهرة العمل التعاوني والعون بين الناس، وكانوا أبناء الريف ينتظرون موسم الحصاد لتأمين احتياجاتهم السنوية من الغذاء وتسديد ما عليهم من ديون وإتمام متطلبات الزواج وبناء البيوت والحج وغيرها.
وتعتبر المناطق السهلية في الساحل والجنوب، الأكثر زراعة في محصول القمح.
ويشار إلى أن الغذاء الرئيسي للفلسطينيين، وامتلاك مخزون منه تكسب الإنسان والعائلات الفلسطينية مكانة اجتماعية مميزة بعد اغتصاب معظم فلسطين في 1948.
وبعد احتلال باقي الأراضي الفلسطينية عام 1967 تقلص الاهتمام بزراعه القمح كما باقي أنواع الزراعة رغم بقاء القمح الغذاء الرئيسي للفلسطينيين الذين أصبحوا يعتمدون علي شراءه من الأسواق الإسرائيلية كما أغلب احتياجات والمواد الاستهلاكية في فلسطين.