القاهرة: قال القيادي في حركة المبادرة الوطنية عائد ياغي، اليوم الثلاثاء، إن أجواءً إيجابية سيطرت على الجوالة الثانية لحوارات الفصائل الفلسطينية في القاهرة في يومها الأول.
وأوضح ياغي خلال لقائه ببرنامج "حوار الليلة" المذاع على شاشة "الكوفية"، أن الفصائل الفلسطينية توافقت مع لجنة الانتخابات المركزية على أن، "تتعامل لجنة الانتخابات مع مرجعية أمنية وقضائية واحدة تتمثل في مجلس القضاء الأعلى ووزارة الداخلية في الدولة على أن يتم التنسيق بين وزارة العدل في الضفة الغربية ومجلس القضاء الأعلى في غزة وكذلك التنسيق بين النيابة في الضفة وغزة".
وأضاف ياغي، أن الشرطة الفلسطينية هي من ستتولى مهمة الإشراف على الانتخابات في الضفة الغربية وقطاع غزة بتشكيلاتها الكاملة لحماية مراكز الاقتراع والعملية الانتخابية.
وفيما يتعلق بتحصين نواب المجلس التشريعي القادم وطنيا من الاعتقال، قال ياغي إنه "تم التوافق على استبدال النائب الذي يعتقل من الاحتلال بالذي يليه من قائمته لحين تحرره، مع مراعاة صيغة التوافق في القوائم".
وأشار إلى أن الفصائل توافقت مع لجنة الانتخابات المركزية على استثناء الأسرى المحررين المدرجين بالوظائف العمومية من شرط الاستقالة لقبول ترشحهم لانتخابات المجلس التشريعي.
وأضاف، "الأمور المرتبطة بتعديل سن الترشح للشباب أو تخفيض رسوم التسجيل أو زيادة نسبة مشاركة المرأة لم تتغير بسبب صدور المراسيم الرئاسية قبلها".
وبين ياغي بأنه "تم التوقيع من الفصائل على ميثاق شرف لاحترام اجراء ونتائج الانتخابات"، موضحا بأن غدا هو اليوم الثاني لجلسات الحوار في القاهرة والأخير وسيتم الاستماع لتقرير من رئاسة المجلس الوطني الفلسطيني ومناقشة آليات تشكيل المجلس.
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي أحمد الشقاقي، إن اليوم الأول لجولة الحوار الثانية للفصائل الفلسطينية بالقاهرة لم يتم وفق ما كان مخططا له منذ شهر، حيث كان من المقرر أن تختص هذه الجلسة بمنظمة التحرير والمجلس الوطني.
وأضاف، "جيد أن يتم التوافق على كل ما يسمح بإجراء الانتخابات، لكن كان يجب أن يتم التركيز على انتخابات المجلس الوطني".
وأوضح الشقاقي، أنه على ما يبدو أن هناك من يريد أن يرحل ملف المجلس الوطني، مشيراً إلى أن "ملف منظمة التحرير هو الذي يمكن من خلاله الانطلاق في برنامج وطني موحد نستطيع من خلاله مواجهة التحديات التي تمر بها القضية الفلسطينية".
ورأى الشقاقي أن "الأجواء ملبدة بالكثير من الأزمات التي يمكن أن تظهر بأي لحظة على السطح".
ولفت الشقاقي، إلى أن هناك حالة ترسيم وتقسيم للانقسام بين حركتي فتح وحماس.
وأكد أنه "يجب الانطلاق في دمج الحالة الإدارية الموجودة في قطاع غزة مع الحالة الإدارية في الضفة الفلسطينية بحيث يصبح لدينا جسم حكومي واحد".
وأشار الشقاقي، إلى أنه كان يجب تشكيل حكومة وحدة وطنية تؤسس لبيئة ومناخ يمكن من خلاله إجراء الانتخابات.
وأضاف، أن لجنة الانتخابات تعمل على تمرير حالة معينة قد تفجر الأجواء على الأرض يوم الاقتراع وقبل الاقتراع الأمر الذي قد يحدث أضرار جسيمة.
وبين الشقاقي أن هناك تخوفات من إجراء الانتخابات في موعدها، بسبب ظروف فيروس كورونا، مرورا بالوضع الداخلي في حركة فتح وكذلك واقع الحريات والاعتقال السياسي.
كما بين أن عودة قيادات وكوادر تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح إلى قطاع غزة خلقت أجواء إيجابية لامسها المواطن الغزي، مضيفا، "الواقع في الضفة الفلسطينية غير جاهز".
وأشار الشقاقي إلى أنه كان من الأجدى أن يرتبط النقاش في حوارات القاهرة بالملف الأهم وهو منظمة التحرير.
وفيما يخص القائمة المشتركة قال الشقاقي، إن المواطن الفلسطيني ينظر باستغراب شديد إلى أن تذهب حركتي فتح وحماس لقائمة مشتركة بعد كل هذه السنوات من الانقسام الأمر الذي يعني أن هناك محاولة لتجديد الشرعيات بعيدا عن الانتقال لمرحلة جديدة تتناسب مع الواقع الذي نعيشه.
وأضاف، أن القراءات التي تقدمها مراكز قياس الرأي العام تقول أنه لا مفاجآت كبيرة في شكل الانتخابات القادمة، حيث أن حركتي فتح وحماس وقوى أخرى لها حضور كتيار الإصلاح في حركة فتح الذي يقوده محمد دحلان والملتقى الديمقراطي الذي يقوده ناصر القدوة.
وتابع، أن "هناك مشهدين برزت ملامحهما خلال الفترة الماضية، المشهد الأول هو الاستقرار لدى حركة حماس بعد اجراءها لانتخاباتها الداخلية، والمشهد الآخر هو فصل واستبعاد أعضاء لجنة مركزية في حركة فتح وهذا يعني أن هناك فريق مستعد وفريق يحاول أن يجمع أوراقه".
كما أوضح أن توقيع الفصائل الفلسطينية المشاركة بالانتخابات القادمة لميثاق شرف هو خطوة جيدة ومهمة.
وأشار الشاقي إلى أن الخطوة الأكثر احتياجا هو الالتزام بميثاق الشرف الذي تم توقيعه، لافتا إلى أن "أهم البنود الذي جاءت في الميثاق تمثل في الالتزام بنتائج الانتخابات".
كما أوضح أن الميثاق ناقش قضايا تفصيلية كثيرة مرتبطة بالدعاية الانتخابية والسماح باستخدام وسائل الاعلام الرسمي بشكل متكافئ وغيرها.
وأعرب الشقاقي عن خشيته من محاولات لتقسيم إدارة الانتخابات بين حركتي فتح وحماس والهروب من استحقاقات مهمة لها علاقة بالشفافية في عملية الانتخابات أهمها قضية الاستقالات وشرط قبولها.
وشدد الشقاقي على أهمية مناقشة ملف منظمة التحرير لارتباطه بالمرجعية السياسية.
