«جائزة لاس فيغاس»: ما أسباب شطب نتيجتَي سيارتَي «ماكلارين»؟
نشر بتاريخ: 2025/11/24 (آخر تحديث: 2025/12/05 الساعة: 13:54)

متابعات: اعتقد البريطاني لاندو نوريس أن حصوله على المركز الثاني في «جائزة لاس فيغاس الكبرى - الجولة الـ22»، قد شرع الباب أمامه تماماً للفوز بلقب «بطولة العالم لفورمولا1»، لكن فريق «ماكلارين» صُعِقَ بعد السباق بقرار شطب نتيجتَي سائقَيه بسبب مخالفة فنية.

ففي أعقاب السباق، الذي فاز به سائق «ريد بول» الهولندي ماكس فيرستابن مما أنعش آماله في إمكانية الفوز باللقب لخامس مرة توالياً بعدما بات متساوياً في المركز الثاني مع سائق «ماكلارين» الآخر الأسترالي أوسكار بياستري وبفارق 24 نقطة عن نوريس المتصدر قبل جولتين على الختام، كشفت الفحوص المعتادة عن أن الفريق البريطاني انتهك القواعد المتعلقة بتآكل اللوح الخشبي تحت كل من سيارتَيه.

وتبين أن سيارتَي نوريس وبياستري أظهرتا تآكلاً يتجاوز السُّمك الأدنى في القسم الخلفي من اللوح الخشبي، المحدد بـ9 مليمترات وفقاً للوائح الفنية.

وبما أن اللوح الخشبي يجب أن يكون بسمك 10 مليمترات عند التركيب، فهذا يمنح الفرق مليمتراً واحداً فقط من التآكل المسموح به خلال السباق.

وإذا فشلت السيارة في الوفاء بالسمك الأدنى المقرر بـ9 مليمترات في نهاية السباق، فيُعدّ ذلك انتهاكاً للوائح الفنية، وبالتالي تُعدّ السيارة غير قانونية وتُلغى نتيجتها.

واعتذر المدير الإيطالي للفريق، آندريا ستيلا، من سائقَيه، موضحاً في بيان صادر عن «ماكلارين»: «خلال السباق، تعرضت سيارتَي نوريس وبياستري إلى مستويات عالية وغير متوقعة من الارتجاجات، لم نختبرها خلال التجارب؛ مما أدى إلى احتكاك مفرط بالأرض».

وتابع: «نجري تحقيقاً بشأن ما حدث خلال السباق؛ بما في ذلك تأثير الأضرار العرضية التي لحقت بالسيارتين، والتي اكتشفناها بعد السباق، والتي أدت إلى زيادة حركة أرضية السيارة». وأردف: «وكما أشار (الاتحاد الدولي للسيارات - فيا)، كان الخرق غير مقصود».

وبالنسبة إلى سيارة نوريس، كان الجانب الأيسر فقط ضمن الحدود المسموح بها، لكن سمك المنطقة الأمامية اليمنى بلغ 8.88 مليمتر، والخلفية اليمنى 8.93 مليمتر، وكلاهما أقل من الحد الأدنى المسموح به.

لكن المخالفة كانت أكبر في سيارة بياستري، إذ إن 3 من القياسات الأربعة جاءت غير مطابقة للمواصفات: القسم الأمامي الأيمن بلغ 8.74 مليمتر، والخلفي الأيمن 8.90 مليمتر، والأمامي الأيسر 8.96 مليمتر، فيما كانت المنطقة الخلفية اليسرى فقط ضمن الحدود القانونية.

أمام هذه القياسات، فلم يكن أمام المراقبين مجال واسع للتفسير؛ إذ إن القواعد صارمة بخصوص هذه المسألة، وسبق لفريق «فيراري» أن دفع ثمناً مماثلاً في «جائزة الصين» هذا الموسم بسبب الخرق ذاته.

تذرع فريق «ماكلارين» بوجود ظروف استثنائية، وحاول أمام المراقبين تفسير هذا التآكل بأن عطلة نهاية الأسبوع كانت مضطربة لا سيما بسبب سوء الأحوال الجوية وقلة حصص التدريب.

وزعم أن هذه العوامل منعت الفريق من ضبط ارتفاع السيارة بشكل صحيح؛ مما أدى إلى التآكل المفرط في الهيكل السفلي.

وأقرّ المراقبون بأن المخالفة بدت غير مقصودة، وأنه لم تكن هناك أي محاولة للتحايل على اللوائح. ومع ذلك، فإن اجتهادات «الاتحاد الدولي للسيارات» ثابتة: أي مخالفة فنية، حتى لو كانت عارضة، تؤدي إلى الاستبعاد.

ومن أجل التأكد، أجرى ممثلو «الاتحاد الدولي» سلسلة ثانية من القياسات بحضور مندوبي «ماكلارين» قبل اتخاذ قرار الاستبعاد من السباق.

ووفق تفسير موقع «موتور سبورت»، فإن السيارات الحالية مصممة بنظام تعليق صلب لضمان بقاء الأرضية عند مستوى ثابت لإنتاج مستويات متسقة من الارتكازية؛ مما يعني أنه من الصعب امتصاص تأثير المسار غير السوي للحلبات.

وعليه؛ تخطط الفرق ارتفاعات السيارة حول ذلك لضمان أن تآكل اللوح الخشبي يلبي توقعاتها، لكن هناك عوامل ظرفية، مثل تآكل الإطارات، وزن الوقود، والصعود المفرط على جوانب الحلبة، قد تؤثر على ذلك.