كشف الدكتور سفيان أبو زايدة، الباحث والمحلل السياسي والوزير الفلسطيني السابق، أن ما نشرته صحيفة وول ستريت جورنال حول مشروع أميركي لتقسيم قطاع غزة إلى لونين أخضر وأحمر أو شمالي وجنوبي، يأتي في إطار محاولات واشنطن لإعادة رسم الخريطة السياسية في المنطقة واللون الوحيد الذي يخيم على غزة هو لون الدمار والخراب الذي تسببت فيه آلة الحرب الإسرائيلية.

وأوضح أبو زايدة في حديثه أن هذه الخطوة تعكس ضغطًا أميركيًا على حركة حماس وعلى السلطة الفلسطينية، بهدف فرض توازنات جديدة تسمح للولايات المتحدة بالتحكم في الأوضاع الميدانية والسياسية بغزة، وإضعاف القدرة الموحدة للفلسطينيين على مواجهة التهديدات الإسرائيلية.

وأشار إلى أن خطة التقسيم قد تتضمن سيطرة إسرائيلية مباشرة على مناطق محددة جنوب وشمال القطاع، مع تعزيز النفوذ الأميركي في إدارة المناطق الجنوبية، معتبرًا أن هذه السيناريوهات قد تُهيئ الأرضية لخطوات تصعيدية أو تغييرات في إدارة المعابر والموانئ، بما يخدم المصالح الإسرائيلية والأميركية على حساب السكان المدنيين.

وأضاف أبو زايدة أن مجلس الأمن الدولي والدول الكبرى سيكون لهم دور في ترجيح كفة هذه الخطط أو إحباطها، إلا أن الضغوط الأميركية المتزايدة قد تجعل من الصعب على المجتمع الدولي التصدي الكامل لمثل هذه المشاريع دون مواجهة سياسية مفتوحة.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن أي محاولات لتقسيم غزة هو أمر غير منطقي  وستكون لها انعكاسات إنسانية وسياسية خطيرة، وستزيد من معاناة المواطنين في ظل الظروف الميدانية الصعبة، محذرًا من تبعات تقسيم القطاع على استقرار المنطقة بأكملها.